نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد جلد : 2 صفحه : 375
الثالثة: أنه في ذلك العصر، كانت تغزو المجتمع تيارات إلحادية و أساليب هدامة، إلا أنها كانت ضعيفة، مرفوضة من قبل الرأي العام المسلم و مطاردة من قبل السلطات الحاكمة. و أما التيارات الالحادية و نحوها، اليوم، فهي مدعمة بتفكير المفكرين و تأليف المؤلفين، و وسائل الاعلام العالمية، و مدعمة أيضا بالتأييد المطلق من قبل كثير من الدول، تبذل عليها الميزانيات الطائلة و الأساليب الهائلة.
و تطارد من يعارضها و يدعو الناس إلى رفضها و التوجه إلى الحق، المتمثل بالاسلام و تعاليم اللّه عز و جل.
و من هنا نفهم أن الظلم فيما بعد عصر الأئمة (ع) أشد و أوكد، و التمحيص الالهي أعقد. فإذا كان لأصحاب الأئمة (عليهم السلام)، من الفضل ما ذكرته الرواية، فهو أوكد و أعمق في حق المخلصين المتأخرين عن ذلك العصر. و كلما تعقد التمحيص و صعب، كان الفضل عند اللّه أكثر و الكمال المحرز في الإيمان و الاخلاص أكبر.
النقطة الثانية:
قول الامام الصادق (ع)- بحسب الرواية-: لا يموت منكم ميت على الحال الذي أنتم عليها، إلا كان أفضل عند اللّه من كثير من شهداء بدر و أحد.
فابشروا.
و هذا واضح و صحيح، بعد أن نلاحظ أمرين مما قلناه:
الأمر الأول:
ما قلناه، من أفضلية الممحصين الكاملين الصالحين لقيادة العالم بين يدي المهدي (ع). من الأعم الأغلب من أصحاب رسول اللّه (ص). كما سبق أن برهنا عليه.
الأمر الثاني:
ما قلناه قبل قليل، من أفضلية من يعيش في عصر الغيبة عمن يعيش في غيره من العصور، و لو أثبت الفرد الجدارة و الصمود ضد الظلم و الانحراف.
فإن قال قائل: انهم قد استشهدوا في سبيل اللّه تعالى دوننا، فيجب أن يكونوا أفضل منا.
نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد جلد : 2 صفحه : 375