نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد جلد : 2 صفحه : 372
و رقم الخمسين، بطبيعة الحال، لا يراد به التحديد، بل هو لمجرد المبالغة و التكثير، كقوله تعالى: إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً[1]. فلا ينافي القول بأن فضل الفرد الصابر المجاهد قد يفوق عمل غيره باضعاف هذا المقدار، بازدياد ما يتحمل من المحن و الآلام.
و روى الكليني في الكافي [2] بسنده إلى عمار الساباطي. قال قلت لأبي عبد اللّه (ع): أيما أفضل العبادة في السر مع الامام منكم المستتر في دولة الباطل، أو العبادة في ظهور الحق و دولته [3] مع الامام منكم الظاهر.
فقال: يا عمار: الصدقة في السر أفضل من الصدقة في العلانية.
و كذلك- و اللّه- عبادتكم في السر مع إمامكم المستتر في دولة الباطل و حال الهدنة؛ أفضل ممن يعبد اللّه عز ذكره، في ظهور الحق مع إمام الحق الظاهر في دولة الحق.
و ليست العبادة مع الخوف في دولة الباطل مثل العبادة و الأمن في دولة الحق ...
إلى أن يقول: قلت: قدر اللّه رغبتي في العمل و حثثتني عليه.
و لكن أحب أن أعلم كيف صرنا نحن اليوم أفضل أعمالا من أصحاب الإمام الظاهر منكم في دولة الحق، و نحن على دين واحد.
فقال: أنكم سبقتموهم إلى الدخول في دين اللّه عز و جل، و إلى الصلاة و الصوم و الحج، و إلى كل خير وفقه، و إلى عبادة اللّه عز ذكره سرا من عدوكم مع إمامكم المستتر، مطيعين له صابرين معه منتظرين لدولة الحق، خائفين على إمامكم و أنفسكم من الملوك الظلمة ... مع الصبر على دينكم و عبادتكم و طاعة إمامكم و الخوف من عدوكم. فبذلك ضاعف اللّه عز و جل الأعمال، فهنيئا لكم.
قلت: جعلت فداك، فما ترى إذن أن نكون من أصحاب القائم، و يظهر الحق. و نحن اليوم في إمامتك و طاعتك، أفضل أعمالا من أصحاب دولة الحق و العدل.
فقال: سبحان اللّه. أ ما تحبون أن يظهر اللّه تبارك و تعالى الحق و العدل في