نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد جلد : 2 صفحه : 373
البلاد، و يجمع الكلمة و يؤلف اللّه بين قلوب مختلفة، و لا يعصون اللّه عز و جل في أرضه و تقام حدوده في خلقه، و يرد اللّه الحق إلى أهله، فيظهر حتى لا يختفي شيء من الحق، مخافة أحد من الخلق [1]. أما و اللّه يا عمار، لا يموت منكم ميت على الحال التي أنتم عليها، إلا كان أفضل عند اللّه من كثير من شهداء بدر و أحد.
فابشروا.
و دلالة على هذه الرواية على تفضيل العبادة و العابدين و الصبر و الصابرين، خلال عهود الظلم و الانحراف، على العبادة في عهود الراحة و الرخاء، ذلك الرخاء الناتج عن حصول دولة الحق بقيادة الإمام المهدي (ع) و تطبيقه للأطروحة العادلة الكاملة على العالم. دلالة هذه الرواية على ذلك، أوضح من أن يخفى أو أن يكون محلا للمناقشة.
و لكننا من أجل تجلية الموقف، نود التعرض إلى نقطتين:
النقطة الأولى:
أنه قد اشترط الامام الصادق (عليه السلام)، في هذه الرواية، في تحديد فضل الصابرين ... بأن يكونوا مع إمامهم المستتر. يعني: المستتر بإمامته، لا يباشر الحكم. فقد يقول قائلا: أننا الآن في عصر الغيبة الكبرى لسنا مع إمام ظاهر، و لا مع إمام مستتر- بذلك المعنى- فلا يكون لمخلصنا من الفضل ما وصف في هذه الرواية.
و يجاب عن ذلك، على مستويين:
المستوى الأول:
أننا بالفعل مع إمام مستتر، طبقا للمفهوم الامامي، الذي انطلقت منه هذه الرواية ... و لسنا محرومين من هذه المزية لكي لا يشملنا الفضل الموصوف في الرواية. فان المهم هو كون الفرد موافقا مع الإمام إيمانا و عقيدة. و تستطيع أنت أن تضيف إلى ذلك- إن رغبت-: كونه معاصرا له في الزمان. و كلا هذين الأمرين متوافران لدى من يعتقد بالغيبة. فانه يعتقد أنه على طول الخط معاصرا زمانا مع إمامه المهدي (ع)، و متفق معه في العقيدة و الإيمان. و أما كون الامام معروفا
[1] في المصدر المخطوط: مخافة أحد من أحد من الحق. و هو تحريف، يرجح أن يكون صحيحه ما أثبتناه.
نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد جلد : 2 صفحه : 373