نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد جلد : 2 صفحه : 370
الاخلاص و المخلصين خلال عصر الفتن و الانحراف، بشكل يفوق غيره من العصور.
الناحية الثانية:
فيما نطقت به الأخبار من فضل المؤمنين المخلصين المضحين في سبيل اللّه في عصر الفتن و الانحراف ... المنتظرين لليوم الموعود، فيما قبل الظهور.
أخرج مسلم [1] و الترمذي [2] و ابن ماجة [3] عن النبي (ص) أنه قال: العبادة في الهرج كهجرة إليّ.
و الفهم الواعي الصحيح لهذا الحديث الشريف، يتوقف على تقديم عدة مقدمات:
المقدمة الأولى:
إن المراد بالهرج، و هو الفتن و الانحراف الذي يقع في عصر الغيبة الكبرى.
باعتبار ما نطقت به أخبار الفريقين و مصادر العامة على وجه الخصوص، من وقوع الهرج و القتل و الفتن خلال هذا العصر. فان هذه الأخبار، تكون قرينة تدلنا على أن المراد بالهرج في هذا الحديث هو عصر الهرج و الفتن، لا نفس الهرج، و هو القتل.
المقدمة الثانية:
يراد بالهجرة إلى النبي (ص): الهجرة من دار الكفر إلى دار الإسلام. و هو في واقعه أساس الأعمال الاسلامية جميعا و مبدؤها الذي تنطلق منه، لأنه تعبير آخر عن اعتناق الاسلام نفسه.
المقدمة الثالثة:
قد عرفنا ما تقتضيه القواعد من أن الإيمان و العمل الاسلامي، كلما واجه من العقبات أكثر و احتاج من التضحيات إلى عدد أكبر، كان مقربا إلى اللّه تعالى بشكل أعمق و موجبا لتكامل الفرد بنحو أسرع.