responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 328

فإنه يجب على الفرد- في مثل ذلك- أن يجتنب السبب الموجب للانحراف، و يعتزل عنه، لكي يحرز حسن عقيدته و سلوكه. و تكون الحالة إلى هذه العزلة ملحة، فيما إذا لم يجد الفرد في نفسه القوة الكافية لمكافحة التيار المنحرف أو التضحية في سبيل العقيدة.

إلا أن هذه العزلة لا يجب أن تكون كلية و مطلقة، بل الواجب هو اعتزال التيار الذي يخاف المكلف منه على نفسه أو دينه. و أما اعتزال المجتمع بالكلية، فهذا غير لازم بل غير جائز إسلاميا، إذا كانت هناك فرص للعمل الاسلامي الواجب، من جهات أخرى.

جواز السلبية:

و أما موارد اتصاف السلبية بالجواز، فهو كل مورد كان العمل الاجتماعي الاسلامي جائزا أو كان تركه جائزا أيضا. فيكون للمكلف أن يقوم به، أو أن يكون معتزلا له و سلبيا تجاهه.

إلا أن الغالب هو عدم اتصاف العمل الاسلامي بالجواز، بل يكون- عند عدم اتصافه بالوجوب- راجحا أو مستحبا. فتكون العزلة المقابلة له مجروحة و مخالفة للأدب الاسلامي العادل.

و على أي حال، فقد استطعنا أن نحمل فكرة كافية على صعيد الفقه الاجتماعي، عن العمل و العزلة في نظر الاسلام، من حيث الوجوب و الحرمة و الجواز. و بذلك ينتهي الكلام في الجانب الأول.

الجانب الثاني:

من الحديث عن العزلة أو الجهاد، في ارتباط هذه الأحكام الاسلامية بالتخطيط الالهي العام للبشرية، و بقانون التمحيص الالهي.

عرفنا فيما سبق، ما للظلم و لظروف التعسف التي يعيشها الأفراد، من أثر كبير في تمحيصهم و بلورة عقيدتهم، و وضعها على مفترق طريق الهداية و الضلال.

و ينبغي أن نعرف الآن، أن الظلم لا يحدث ذلك مباشرة ... كيف و ان مدلوله المباشر و مقصوده الأساسي، هو سحق الحق و أهله. و إنما يوجب ذلك‌

نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 328
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست