نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد جلد : 2 صفحه : 329
باعتبار الصورة التي يحملها الفرد المسلم في ذهنه عنه ورد الفعل الذي يقوم به تجاهه نفسيا أو عمليا. و يكون ذلك على عدة مستويات:
المستوى الأول:
أخذ العبرة من الظلم عقائديا و تطبيقيا. و النظر إليه كمثال سيئ يجب التجنب عنه و التحرز عن مجانسته.
فان الظلم بما فيه من فلسفات و واجهات، و بما له من أخلاقية خاصة و سلوك معين، سوف لن يخفي نفسه و لن يستطيع ستر معايبه و نقائصه. بل سوف تظهر متتالية نتيجة للتمحيص ... أساليب الظلم و الاعيبه و ما يبتني عليه من خداع و نقاط ضعف.
و حسبنا من واقعنا المعاصر أن نرى أن صانعي هذه المبادئ، يحاولون تطويرها و تغييرها، و إدخال التحسينات و الترميمات عليها بين حين و آخر، حتى لا تنكشف نقائصها، و لا تفتضح على رءوس الاشهاد. إذن فأي مستوى معين من الفكر المنحرف لو بقي بدون ترميم لكانت التجربة و التمحيص، أو تطور الحضارة البشرية- على حد قولهم- كفيلا في فضح نقائصه و إثبات فشله.
المستوى الثاني و الثالث:
اتّضاح فساد الأطروحات المتعددة التي تدعي لنفسها قابلية قيادة العالم و إصلاحه ... اتضاحا حسيا مباشرا. و لا زالت البشرية تتربى- تحت التخطيط الالهي- و تندرج في هذا الادراك، و إن بوادره في هذا العصر لأوضح من أن تنكر ... بعد أن أصبح الفرد الاعتيادي يائسا من كل هذه المبادئ من أن تعطيه الحل العادل الكامل لمشاكل البشرية.
و قد أشير إلى ذلك في الأخبار بكل وضوح. روى النعماني [1] بسنده عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) أنه قال: ما يكون هذا الأمر «يعني دولة المهدي (ع)» حتى لا يبقى صنف من الناس إلا و قد ولوا من الناس «يعني باشروا الحكم فيهم» حتى لا يقول قائل: إنّا لو ولينا لعدلنا. ثم يقوم القائم بالحق و العدل.