responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 327

خدمات الاسلام. و أما بالنسبة إلى غير الممحصين فلنفس الفكرة، مع الأخذ بنظر الاعتبار ضحالتهم في قوة الارادة و ضعفهم في درجة الايمان.

الحالة الثالثة:

فيما إذا كانت العزلة أو السلبية، تتضمن مفهوم المقاومة أو المعارضة أو الجهاد ضد وضع ظالم أو أساس منحرف ... فإنها تكون واجبة بوجوب الجهاد نفسه.

و تكون في واقعها عملا اجتماعيا متكاملا ... و لكن أن تكون مخططا مدروسا و طويل الأمد، يختلف باختلاف الظروف و الأهداف المتوخاة من وراء هذه العزلة.

و تندرج هذه السلبية، بالرغم من مفهومها السالب الخالي عن الحركة، تحت أهم أعمال الجهاد. قال تعالى: ذلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَ لا نَصَبٌ وَ لا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَ لا يَطَؤُنَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ، وَ لا يَنالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صالِحٌ. إِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ‌ [1]. إذن فالمراد في صدق مفهوم الجهاد و العمل الصالح، هو إغاضة الكفار و النيل من أعداء الحق، سواء كان ذلك بعمل إيجابي حركي أو بعمل سلبي ساكن.

كما قد تندرج السلبية في مفهوم الأمر بالمعروف أو النهي عن المنكر ... إذا كانت مما يترتب عليها الاصلاح في داخل المجتمع الاسلامي أو تقويم المعوج من أفراده، فتكون واجبة بوجوب هذا الأمر و النهي.

و لعل من أهم أمثلة ذلك قوله تعالى: وَ اللَّاتِي تَخافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ، وَ اهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضاجِعِ‌ [2]. فان هذا الهجران نوع من السلبية لأجل نهي الزوجة العاصية الناشز عن ما هي عليه من العمل المنكر ضد زوجها.

و كم قد عملت السلبية في التاريخ أعمالا كبيرة و بعيدة الأثر، قد تعدل الأعمال الايجابية، بل قد تفوق بعضها بكثير.

الحالة الرابعة:

ما إذا خاف الفرد على نفسه الانحراف، و احتمل اضطراره إلى الانزلاق تحت إغراء مصلحي أو ضغط ظالم أو اتجاه عقائدي لا إسلامي.


[1] التوبة: 9/ 120.

[2] النساء: 4/ 34.

نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 327
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست