responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 320

مِنْكُمْ مِائَةٌ صابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ، وَ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ، بِإِذْنِ اللَّهِ، وَ اللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ‌ [1]. و أما إذا كان الجيش المعادي أكثر من ضعف أفراد الجيش المسلم فلا يجب الجهاد، باعتبار أن احتمال النصر يكون ضئيلا.

و أما الجهاد العقائدي التثقيفي، فهو و إن كان مشروطا باحتمال التأثير أيضا، فانه إن لم يكن التأثير محتملا لم يكن هذا الجهاد واجبا، إلا أن هذا إنما يتصور في الفرد الواحد، و أما في التثقيف العام للمجتمع، فهو يقيني التأثير في الجملة، على عدد من الأفراد قليل أو كثير. فيكون واجبا، مع توفر شرطه الأول.

فهذه هي وظائف العمل الاجتماعي في الاسلام من الناحية التشريعية الفقهية.

نتائجها:

نستطيع الوصول على ضوء ذلك، إلى عدة فوائد و نتائج كبيرة. متمثلة في عدة أمور:

الأمر الأول:

إن الجهاد على طول الخط، في تاريخ البشرية، مقترن في منطق الدعوة الالهية، بذوي الاخلاص العالي الممحص، فانه (باب فتحه اللّه لأوليائه). لا بمعنى اختصاص وجوبه بهم، بل بمعنى أن اللّه تعالى لا يوجد شرائطه في العالم، إلا في ظرف وجودهم، بحسب تخطيطه الكبير. فان مهمة غزو العالم كله، و نشر العدل المحض فيه، مهمة كبرى لا تقوم على اكتاف أحد سواهم، و إلا كان مهددا بخطر الفشل و الدمار.

و لذا حارب النبي (ص) أعداءه و انتصر، و استطاع أن يبلغ بالفتح الاسلامي مدى بعيدا في الأرض. و لهذا- أيضا- فشل الفتح الاسلامي حين فقد خصائصه الرئيسية و تجرد الشعب المسلم عما يجب أن يتحلى به من صفات. و بتلك الخصائص سوف يحارب المهدي (ع) و ينتصر على كل العالم.

و لكن ينبغي أن نحتفظ بفرق بين أصحاب النبي (ص) و أصحاب‌


[1] الأنفال: 8/ 66.

نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 320
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست