responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 318

الأمر الثاني:

احتمال التأثير في الفرد الآخر. فلو لم يكن يحتمل أن يكون لقوله أثر، لم يجب القيام بالأمر و النهي، فضلا عما إذا احتمل قيام الآخر بالمعارضة و المجابهة أو إيقاع الضرر البليغ.

و لذلك ورد عن أبي عبد اللّه الصادق (عليه السلام) أنه سئل عن الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، أ واجب هو على الأمة جميعا. فقال: لا. فقيل له: و لم؟ قال:

إنما هو على القوي المطاع العالم بالمعروف من المنكر. لا على الضعيف الذي لا يهتدي إلى أي من أي. يقول من الحق إلى الباطل. و الدليل على ذلك كتاب اللّه عز و جل. قوله: وَ لْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ. فهذا خاص غير عام‌ [1].

و كذلك قوله (عليه السلام): إنما يؤمر بالمعروف و ينهى عن المنكر، مؤمن فيتعظ أو جاهل فيتعلم، فأما صاحب سوط أو سيف، فلا [2].

و أما الجهاد فغير مشروط بهذه الشرائط. كيف و ان المفروض فيه التضحية ببذل النفس و النفيس في سبيل اللّه تعالى و من أجل المصالح الاسلامية العليا. و قد أكد القرآن على ذلك في العديد من آياته، على ما سمعنا قبل قليل ... و في قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى‌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَ يُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْراةِ وَ الْإِنْجِيلِ وَ الْقُرْآنِ. وَ مَنْ أَوْفى‌ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ. فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ، وَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ. التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ الْحامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَ الْحافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ، وَ بَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ‌ [3].

إذن، فالجهاد فريضة كبرى لنشر الدعوة الالهية، داخلة في التخطيط الالهي لهداية الناس، فيما قبل الاسلام و في الاسلام. «في التوراة و الانجيل و القرآن».

و إنما يقوم به على طول الخط، أولئك الصفوة ذوي الاخلاص الممحّص و الايمان‌


[1] وسائل الشيعة ج 2 ص 533.

[2] المصدر ص 534.

[3] التوبة: 9/ 111- 112.

نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 318
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست