responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 316

و الاسلام ... باعتبار وضوح ما هم عليه من الحق، كوضوح الشمس المشرقة، و قيام الحجة فيه على الخلق. فلا بد من التمسك به و السير عليه خلال الغيبة الكبرى، لكي ينجو به المسلم من الفتن و يبتعد عن مزالق الانحراف.

و لئن كان هذا الحديث مما لا يؤمن به إلا القواعد الشعبية الامامية، فان الأخبار المتقدمة تعمهم و غيرهم من أبناء الاسلام.

الجهة الرابعة:

هل المطلوب خلال الغيبة الكبرى، اتخاذ مسلك السلبية و العزلة، أو المبادرة إلى الجهاد.

و يتم الكلام في هذه الجهة ضمن عدة نقاط:

النقطة الأولى: في محاولة فهم العنوان:

دلنا الوجدان و الأخبار الخاصة و القواعد العامة، على ما سمعنا، على أن زمان الغيبة الكبرى، مستغرق بموجات الظلم و الانحراف و الفساد. فهل من وظيفة الفرد المسلم هو السلبية و الانعزال عن الأحداث، و عدم وجوب إعلان المعارضة و محاولة تقويم المعوج من الأفراد و الأوضاع. أو أن وظيفة الفرد في نظر الاسلام هو العمل الاجتماعي الفعال، و الجهاد الناجز في سبيل اللّه ضد الظلم و الطغيان.

دلت الآيات الكريمة بعمومها على وجوب الجهاد كقوله عز من قائل:

وَ أَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ [1]. و قوله: ذلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَ لا نَصَبٌ وَ لا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَ لا يَطَؤُنَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ، وَ لا يَنالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا، إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صالِحٌ، إِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ‌ [2].

و دلت الغالبية العظمى من أخبار التنبؤ بالمستقبل على وجوب السلبية و الانعزال. بحيث استغرقت كل أخبار العامة تقريبا، و أغلب أخبار الخاصة. و لم يكد يوجد من الروايات الآمرة بالمبادرة إلى الجهاد و الأخذ بزمام الإصلاح، إلا النزر القليل. و سنعرض لهذه الأخبار فيما يلي من البحث.


[1] الأنفال: 8/ 60.

[2] التوبة: 9/ 120.

نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 316
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست