نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد جلد : 2 صفحه : 314
و استنتاج الأحكام، و المفكرين الذين اتعبوا أنفسهم في تحقيق و تدقيق العقائد و المفاهيم و الأحكام.
و بهذا يريد النبي (ص) أن يلفت نظر الفرد المسلم إلى وجوب الالتفاف حول هؤلاء الخاصة من العلماء الذين يطلعونه على الحق و يبعدونه عن الباطل، و ينقذونه من تيار الفتن، و يحرزون له النجاح في التمحيص الالهي الكبير.
و مثل هذا الحديث عدة أخبار، رواها الصدوق في إكمال الدين [1] عن أبي عبد اللّه الصادق (عليه السلام). ففي أحد الأخبار يقول (ع): إذا أصبحت و أمسيت لا ترى أماما تأتم به (يعني عصر الغيبة الكبرى) فأحبب من كنت تحب و أبغض من كتب تبغض، حتى يظهره اللّه عز و جل.
و في حديث آخر: تمسكوا بالأمر الأول حتى تستبين لكم. و في حديث ثالث:
فتمسكوا بما في أيديكم حتى يتضح لكم الأمر. و في حديث رابع: كونوا على ما أنتم عليه حتى يطلع عليكم نجمكم (يشير إلى ظهور المهدي (ع)).
و الأمر الأول الذي في اليد، هو احكام الاسلام و عقائده الصحيحة النافذة المفعول في هذه العصور. و معنى التمسك به تطبيقه في واقع الحياة، سلوكا و عقيدة و نظاما.
و كل هذه الأخبار، تعم العقيدة و الأحكام ... ما عدا الخبر الأول منها، فانه خاص بالعقيدة. فانه أمر الفرد المسلم بحب من كان يحب و بغض من كان يبغض. و الحب و البغض بالمعنى الاسلامي الواعي الدقيق، يتضمنان نقطتين رئيسيتين:
النقطة الأولى:
و يعتبر الفرد من يحبه مثالا و مقتدى، بصفته ممثلا كاملا للسلوك الاسلامي و الكمال البشري. فيحاول الفرد جهد إمكانه أن يحذو حذوه و يقتفي خطاه. حيث لا يمكن أن يصل إلى الكمال بدون ذلك.
و في مقابلة من يبغضه الفرد المسلم من المنحرفين و المنافقين. فانهم مثال للسوء