responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 309

أن يتبعها ظهور المهدي (ع) بزمان قصير. و أما شرائط الظهور، فيحتمل اكتمالها و نجازها في أي وقت أيضا. و قلنا بأن وجود هذا الاحتمال في نفس الفرد كاف في إيجاد الجو النفسي للانتظار الفوري.

فإن قال قائل: بأن ما عرفناه شرطا رئيسيا للظهور، مما هو غير متحقق لحد الآن، هو حصول التمحيص و الامتحان للناس، و نحن نجد بالوجدان أن عددا كبيرا من الناس إن لم يكن جميعهم أو أكثرهم، غير ممحصين، و لا تصل نتائج اختباراتهم إلى نهايتها.

قلنا: أنه يمكن الجواب على ذلك بوجهين:

الوجه الأول:

إن هذا الكلام يتضمن جهلا بمعنى التمحيص و الاختبار، فان المراد منه ليس هو تمحيص الأفراد كأفراد خلال أعمارهم القصيرة، لكي نتوقع أن يصل كل فرد خلال حياته إلى النتائج النهائية للتمحيص.

بل المراد تمحيص الأمة أو البشرية في أمد طويل، بشكل منتج لتمحيص الأفراد، في نهاية المطاف. و يتم ذلك عن طريق ما نسميه ب «قانون الترابط بين الأجيال» فان كل جيل سابق يوصل ما يحمله من مستوى فكري و ثقافي إلى الجيل الذي يليه. و يكون على الجيل الآخر، أن يأخذ بهذا المستوى قدما إلى الامام. ثم أنه يعطي نتائجه إلى الجيل الذي بعده و هكذا ...

و كذلك الحال بالنسبة إلى نتائج التمحيص، فان كل جيل يوصل إلى الجيل الذي يليه، ما يحمله من مستوى في الايمان و الاخلاص ... فيصبح الجيل الجديد، قد وصل بالتلقين إلى نفس الدرجة- تقريبا- من التمحيص التي وصلها الجيل السابق. ثم أن الجيل الآخر بدوره سيمر بتجارب و سيقوم بأعمال معينة و سيصادف ظروف الظلم و الاغراء، فيتقدم في سلم التمحيص درجة أخرى، و هكذا.

و بقانون تلازم الأجيال، سيأتي على الأمة زمان، يكون الجيل الذي فيها، قد انتج التمحيص الالهي فيه نتيجته المطلوبة. حيث ينقسم المجتمع إلى قسمين منفصلين: إلى من فشل في التمحيص فاختار طريق الضلال محضا. و هم الأكثر

نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 309
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست