نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد جلد : 2 صفحه : 310
الذين يملئون الأرض جورا و ظلما ... و الى من نجح فيه فاختار طريق الهداية و الاخلاص محضا. و بوجود هذه المجموعة يتحقق شرط الظهور.
إذن، فكيف يمكننا أن ندعي العلم بعدم تمحيص أكثر الناس، كما قلناه في السؤال. مع أن النتيجة المطلوبة حاصلة في الأعم الأغلب منهم. و هذا واضح بالنسبة إلى كل البشر الكفرة و المنحرفين، فان التمحيص قد انتج تطرفهم إلى جهة الضلال. كما أنه واضح بالنسبة إلى عدد من المؤمنين المخلصين، حيث تطرفوا إلى جهة الهدى و الإيمان. و هذه هي نتيجة التمحيص.
نعم، قد تتعلق الارادة الالهية، بتأكيد التمحيص و تشديده أكثر مما هو عليه الآن، متوخية تعميق اخلاص المخلصين، لكي يكونوا بحق على المستوى المطلوب لقيادة العالم في اليوم الموعود.
و على أي حال، فيبقى شرط الظهور محتمل الانجاز في أي وقت، فلا يكون منافيا مع مفهوم الانتظار الفوري.
الوجه الثاني: إن التمحيص الدقيق المأخوذ في التخطيط الالهي، لا يجب أن ينتج نتيجة واضحة فعلية كاملة، بالنسبة إلى كل البشر و إنما اللازم هو أن يصل إلى هدفه، و هو إيجاد شرط الظهور.
بيان ذلك: أن التمحيص يكون على مستويين:
المستوى الأول:
ما يكون من موقف كل فرد تجاه مصالحه و شهواته. و هذا التمحيص موجود بوجود البشرية و وجود مفاهيم الحق و العدل المعلنة بين الناس. و لا ينقطع إلا بانتهاء البشرية. لا يختلف في ذلك عصر الغيبة عن عصر الظهور. فان عصر الظهور ينتج إيضاح الحق و سيطرته على العالم. و لكنه لا يقوم بتبديل الغرائز و الشهوات.
المستوى الثاني:
ما يكون من موقف الفرد تجاه تيارات الظلم و اضطهاد الظالمين. و هو تمحيص خاص بما قبل الظهور، لعدم وجود الظلم و الظالمين بعده.
و هذا هو العنصر المهم الذي أسسه التخطيط الالهي لتحقيق شرط الظهور.
و شرط الظهور لو كان هو حصول النتيجة في كل البشر، لكان حصولها
نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد جلد : 2 صفحه : 310