responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 307

و فيها- كما عرفنا في تاريخها- كان الإمام المهدي (ع) موجودا يقود قواعده الشعبية في الخفاء. و لا شك أن الناس كانوا ينتظرون ظهوره في أي وقت. باعتبار ما يحسونه من ظلم و مطاردة و تعسف من قبل الحاكمين. و هم يعلمون علم اليقين بوجوده و اطلاعه على الأوضاع الشاذة التي يعيشها المجتمع، و يعلمون أنه المذخور لازالة الظلم من العالم كله غافلين- بطبيعة الحال- عن اقتضاء التخطيط الالهي تأجيل ذلك، لعدم توفر أحد شرائط اليوم الموعود.

و لو دققنا النظر، لم نجد في رفع هذا الجو الفكري من الناس، مصلحة. بل كانت المصلحة تقتضي إيكالهم إلى انتظارهم التلقائي الارتكازي، و عدم التعرض إلى تصحيحه أو تكذيبه. لأنه على أي حال، يزيد من الربط العاطفي للقواعد الشعبية المهدوية، بإمامها و قائدها. لوضوح أن الأمل فيه كلما كان أقوى كان هذا الارتباط أبلغ و أكبر.

بل أن هناك من الأخبار ما يدل على أن الإمام المهدي (ع) نفسه كان يذكي هذه العاطفة و يؤكد قرب الظهور. و قد ذكرناها في تاريخ الغيبة الصغرى، و ناقشناها [1].

و قد يخطر في الذهن: أنه كان يمكن للناس في تلك الفترة، أن يطلعوا على الأخبار الدالة على توقف ظهور المهدي (ع) على التمحيص، أو الأخبار الدالة على حدوث علامات الظهور ... لكى يعرفوا أن الظهور لم يكن ليقع في تلك الفترة، بعد وضوح أن التمحيص لم يكن حاصلا، و العلامات لم تكن حادثة.

و يمكن أن يناقش ذلك بعدة أجوبة، أوضحها: أن الفرد الاعتيادي يحتمل تحقق التمحيص المطلوب، في عصره، كما يحتمل حدوث علامات الظهور في المستقبل القريب. و من ثم يحتمل أنه لم يبق بينه و بين الظهور إلا زمن قصير. و هذا الاحتمال كاف في إذكاء أوار الجو النفسي و الفكري للانتظار.

المرحلة الرابعة:

فترة الغيبة الكبرى، التي لا زلنا نعيشها.

و قد قلنا أن الانتظار فيها يحمل معنى توقع الظهور، و قيام اليوم الموعود في أي‌


[1] أنظر ص 584 و ما بعدها.

نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 307
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست