responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 306

إلى أحاديث أخرى من هذا القبيل.

و كذلك إذا نظرنا إلى الخبر القائل: سئل أبو عبد اللّه (عليه السلام): هل ولد القائم؟ فقال: لا. و لو أدركته لخدمته أيام حياتي‌ [1].

إذا نظرنا إلى هذه الأخبار، نجد مفهوم الانتظار، و مزيد الاهتمام بظهور المهدي (ع) ... ناشئا من سبب رئيسي واحد، و هو إبهام فكرة المهدي في أذهانهم و الجهل بتفاصيلها، حتى أن حمران بن أعين و الريان بن صلت، و هما من أجلة أصحاب الأئمة (ع) كانا لا يزالان لا يعرفان من هو القائم على التعيين، و قد مضى من صدر الاسلام أكثر من مائة سنة.

و قد كانت لهذه الأحاديث و غيرها مما صدر من الايضاحات و التفاصيل عن هذه الفكرة، من الأئمة المعصومين (عليهم السلام)، أكبر الأثر في جلاء الفكرة لدى قواعدهم الشعبية و ارتفاع ابهامها تدريجا، حتى أننا نرى الآن بوضوح طبقا للتخطيط الالهي أنه لم يكن بالامكان القيام بدور المهدي (ع) في ذلك العصر، لعدم توفر أحد شرائط الظهور. و من ثم لم يكن المهدي (ع) مولودا، و لم يكن أحد من الأئمة السابقين هو المهدي القائم بالأمر بأي حال.

و قد كان لهذا الابهام، في غير الأوساط الامامية، أثرا سيئا أحيانا، إذ فسح المجال للعديدين في أن يستغلوا تبشير النبي (ص) بالمهدي (ع) فيدّعون المهدوية لأنفسهم. و لا ننسى بهذا الصدد أن الرشيد العباسي لقب ولده بالمهدي، عسى أن يتوهم الناس أنه المهدي المنتظر.

و قد سمعنا في تاريخ الغيبة الصغرى‌ [2]، كيف أن جماعة القرامطة في الشرق الأدنى و جمعا غفيرا في الشمال الافريقي قد آمنوا بمهدوية محمد بن عبيد اللّه العلوي جد الفاطميين، الذين حكموا مصر بعد ذلك.

المرحلة الثالثة:

- لعصور الانتظار-: عصر الغيبة الصغرى، لمن يؤمن بها، و هم القواعد الشعبية الامامية.


[1] المصدر ص 129.

[2] أنظر ص 353 و ما بعدها.

نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 306
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست