responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 299

و أود أن أشير في هذا الصدد إلى ملاحظات ثلاث، لعلها تلقي بعض الضوء على أهمية العمل الاسلامي، في عصر ما قبل الظهور:

الملاحظة الأولى:

أننا برهنا خلال عرضنا للتخطيط الإلهي: أن ما يرفع درجة الاخلاص في الأمة و يوجد شرط الظهور، هو العمل ضد الظلم فعلا. و معه ينبغي أن يمر الفرد فعلا في ظروف الظلم و الانحراف، لكي يعمل ضده، حتى يتصاعد إخلاصه و تقوى إرادته.

و من هنا نعرف أن الفرد الذي يهرب بنفسه من ظروف الظلم، أو أن المجتمع الذي يعيش في الرفاه النسبي بعيدا عن هذه الظروف. فانه لن يعمل و لن يستطيع الوصول إلى حد الوعي و الاخلاص المطلوب. و لو وصل إلى شي‌ء، فإنما يصل إليه ببطء شديد، و يكون ضحلا و قليلا.

كما أن الأمة إذا شاع بين ظهرانيها الظلم و التعسف، و كانت راضية به مستخذية تجاهه، لا يوجد العمل فيها ضده، و لا التفكير لرفعه أو التخفيف منه.

إذن فسوف تكون أمة خائنة يتسافل إخلاصها و ينمحي شعورها بالمسؤولية، و تحتاج في ولادة ذلك عندها من جديد إلى زمان مضاعف و دهر طويل و إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ‌ [1]. و ليت شعري كيف يكون هؤلاء على مستوى إصلاح البشرية كلها في اليوم الموعود، و هم قاصرون عن إصلاح مجتمعهم الصغير؟!!.

إذن فالتفكير الجدي و العمل هو الأساس لتصعيد درجة الاخلاص و الشعور بالمسؤولية و المران على الصمود و التضحية هو الشرط الأساسي لتكفل مهمة اليوم الموعود. فمن السخف ما قيل: بأن الاعتقاد بوجود المهدي (ع) دافع على الاستخذاء و ترك العمل.

الملاحظة الثانية:

إن تصعيد درجة الاخلاص، قد يكون قائما على أساس الاضطرار و قد يكون بالاختيار.


[1] الرعد 13/ 11.

نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 299
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست