نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد جلد : 2 صفحه : 297
و تنطلق الشبهة في هذه الأوساط من الاعتقاد الذي ذكرناه بأن المهدي (ع) لا يظهر حتى تمتلئ الأرض جورا و ظلما، كما ورد في الحديث المتواتر عن النبي (ص)، إذن يفهمون من ذلك: أنه يجب توفير الظلم و الجور، و ترك العمل ضده، استعجالا لظهور المهدي (ع).
المستوى الثالث:
مستوى الأوساط التي تعتقد بأن العمل الاسلامي ضد الظلم و الظالمين، غير مؤثر بأي حال.
و هؤلاء هم اليائسون الذين سيطرت هيبة الانحراف و هيمنة الظلم السائد في البشرية على نفوسهم، فاعتقدوا بعدم جدوى أي شيء من الاصلاح أو الأمر بالمعروف في هذا المجتمع الفاسد. و من ثم اضطروا إلى السكون و ترك العمل، انتظارا لظهور المهدي (ع) ليكون هو الرائد الأول في اصلاح العالم.
فهذه هي أهم الشبه التي تعيش في أذهان بعض المستويات، و يمكن أن نعتمد على معارفنا السابقة في مناقشة هذه الأفكار. و ذلك انطلاقا من وجوه ثلاثة:
الوجه الأول:
إن مشاركة الفرد و المجتمع في إيجاد شرط الظهور، لا يكون إلا بالعمل الجاد المنتج لرفع درجة الاخلاص و الشعور بالمسؤولية، ليكون في إمكان المخلصين المشاركة في مهام هداية العالم عند الظهور.
و قد عرفنا كيف وقع ذلك كقضية رئيسية في التخطيط الالهي لليوم الموعود، و ان عنصر التمحيص و الاختبار في ظروف العالم و الانحراف، هو العنصر الأكبر في إيجاده.
الوجه الثاني:
ما عرفناه من أنه يجب على الفرد أن يجعل نفسه على مستوى رضاء الامام المهدي (ع) قبل ظهوره و بعده. و لن يكون كذلك إلا إذا كان متمثلا للأحكام الاسلامية بدقة، سواء ما كان منها على المستوى الشخصي أو على المستوى الاجتماعي. و لن يحرز رضاء الامام بطبيعة الحال، بالاقتصار على الجانب
نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد جلد : 2 صفحه : 297