نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد جلد : 2 صفحه : 296
العمل الاجتماعي، و عدم معارضة الظلم و الظالمين، اعتمادا على اليوم الموعود و الاصلاح المنشود.
أو انطلاقا من الاعتقاد بأن المهدي (ع) لا يظهر حتى تمتلئ الأرض ظلما و جورا، إذن فيجب توفير الظلم و الجور و ترك العمل استعجالا لظهور المهدي (ع).
و يتم النظر في جواب هذه الشبهة على مستويات ثلاثة، باعتبار أن الأوساط التي تمر هذه الفكرة بين ظهرانيهم على ثلاثة أقسام رئيسية، تتخذ عند كل واحد منهم طابعا معينا، و نتيجة خاصة تختلف عن الآخرين.
المستوى الأول:
أوساط المنكرين للمهدي (ع) على الأساس المادي، أو ما يمت إليه بصلة.
أولئك الذين لا يجدون دليلا على مدعاهم إلا بمجرد الاستبعاد و التشكيك، فهم يحاولون أن يقنعوا أنفسهم بما يدعون و لعلهم يستطيعون إبعاد المهدويين عن مهدويتهم و تشكيكهم في معتقدهم!!.
و ليت شعري: أن المادية سبق أن قالت: بأن الدين أفيون الشعوب و مخدرها.
فكيف بالاعتقاد بالمهدي الذي هو بعض فروعه.
و قد أجاب الالهيون:- و معهم الحق- بأن الدين كان و لا يزال أساس الثورات و المعارضات و المطالبة بإقامة الحق و العدل على مدى التاريخ، و أكبر مثير للعواطف الانسانية على طول الخط. و نظرة واحدة إلى تاريخ البشرية مع شيء من الموضوعية و التجرد تثبت ذلك. و قد قلنا و سنقول في العقيدة المهدوية مثل ذلك على ما سيأتي عن قريب.
المستوى الثاني:
أوساط المؤمنين بالمهدي (ع) الذين يتصفون بصفتين مهمتين:
الأولى: التقاعس عن العمل أساسا، و تقديم المصلحة الخاصة على المصالح العامة عموما.
الثانية: إن المفاهيم الاسلامية تنطبع في أذهانهم بشكل ناقص و خاطىء، بشكل تصلح تبريرا للواقع الفاسد، أكثر من أي شيء آخر.
نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد جلد : 2 صفحه : 296