نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد جلد : 2 صفحه : 282
فمنها: ما أخرجه البخاري [1] عن رسول اللّه (ص) أنه قال: تصدقوا! فسيأتي على الناس زمان يمشي الرجل بصدقته، فلا يجد من يقبلها.
و في حديث آخر [2] يعد به عددا من أشراط الساعة، و يقول فيه:
و حتى يكثر فيكم المال، فيفيض، حتى يهم رب المال من يقبل صدقته، و حتى يعرضه فيقول الذي يعرضه عليه: لا أرب لي به.
و أخرج مسلم [3] عن رسول اللّه (ص): تصدقوا، فيوشك الرجل يمشي بصدقته، فيقول الذي أعطيها: لو جئتنا بالأمس قبلتها، فاما الآن فلا حاجة لي بها. من يقبلها.
و أخرج أيضا [4]: لا تقوم الساعة حتى يكثر فيكم المال، فيفيض، حتى يهم رب المال من يقبل صدقته. و يدعى إليه الرجل، فيقول: لا أرب لي فيه.
إلا أن مثل هذه الأخبار، لها محامل ممكنة، و عليها اعتراضات. فان صحت المحامل فهو المطلوب، و إلا وردت عليها الاعتراضات.
أما المحامل، فهي عدة تقييدات يمكن أن نوردها عليها:
التقييد الأول:
أن نخص هذه الأخبار، بما بعد ظهور المهدي (ع)، فيكون مدلولها طبيعيا و صحيحا، و موافقا مع الأخبار الكثيرة المتواترة الدالة على تزايد الخير و الرفاه في زمن ظهور المهدي (ع)، على ما سنسمع في التاريخ القادم [5].
و ربما يصلح قرينة على هذا التقييد، قوله: لو جئتنا بالأمس قبلتها، يعني قبل الظهور، و أما الآن- يعني بعد الظهور- فلا حاجة لي بها.
و معه، لا بد من رفع اليد عن ظهور قوله: يوشك الرجل ... في قرب