responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 272

إلى غير ذلك من الأخبار الكثيرة، و فيها المطول و المختصر. و يكفينا منها ما ذكرناه ... و هي لعمري بمجموعها الوثيقة التاريخية المهمة، و الوجه الصادق المخلص، المطابق للقواعد و الوجدان، في الكشف عن تاريخ البشر خلال عصر الغيبة الكبرى.

و يتم الكلام في فهم هذه الأخبار و تحديد مداليلها في ضمن أمور:

الأمر الأول:

أننا لنشعر من سلمان الفارسي رضي اللّه عنه- في خبر ابن عباس- و هو يعيش المجتمع الفاضل العادل الذي يقوده النبي (ص) و يرعاه ... أننا لنشعر منه استغرابه و شدة عجبه من صفات الفسق و الانحراف التي يعلن النبي (ص) عن تحققها في آخر الزمان. و من هنا نراه يكرر على النبي (ص) القول: و إن ذلك لكائن يا رسول اللّه. فيجيبه النبي (ص) مؤكدا أي و الذي نفسي بيده.

كما أننا لنحس بكل وضوح الأسى الشديد الذي يتضمنه كلام النبي (ص) و هو يصف خروج الناس عن شريعته و عصيانهم لتعاليمه، و تركهم للعدل الصحيح، مما يسبب لديهم أسوأ الآثار. كيف لا، و اللّه تعالى يقول: يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ ما يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ‌ [1].

و النبي (ص) إذ يخاطب الناس بذلك، و يطلعهم عليه، لا يخص به صحابته و أهل عصره- باجتنابهم الخصال السيئة و الانحرافات المقيتة التي ذكرها رسول اللّه (ص) في بيانه.

إلا أن غرضه الأساسي و الأهم هو مخاطبته الأجيال القادمة، و على الأخص تلك الأجيال التي تتصف بهذه الصفات، و تنحرف مثل هذه الانحرافات، حتى ينبهها عن غفلتها و يشعرها بواقعها، و يتم الحجة عليها. ذلك التنبيه الذي يؤثر في وجدان عدد من الناس المخلصين، التأثير الصالح المطلوب، فيتأكد إخلاصهم و تقوى إرادتهم و يزداد شعورهم بالمسؤولية للتمهيد لليوم الموعود، طبقا للتخطيط الالهي الكبير.


[1] الروم: 30/ 36.

نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 272
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست