نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد جلد : 2 صفحه : 259
المرحلة الثالثة:
أن يكون الحكم كافرا في المبدأ و القانون و الحاكم [1].
و هو ما تحقق في فترات متقطعة في تاريخ المجتمع الإسلامي، نتيجة لحملات الكفر عليه من التتار و المغول و الصليبيين و الاستعمار الأوروبي المباشر الحديث.
و قد تحققت في المرحلة الأولى فضلا عن المراحل المتأخرة، جميع تلك التنبؤات التي يجمعها و يمثلها الانحراف عن الإسلام بقليل أو كثير. فكانت قلوبهم قلوب الشياطين تميل عواطفهم نحو الشر، قد اتبعوا الأهواء أي المصالح الضيقة و استخفوا بالدماء أي استهانوا بالقتل، فكان قتل الفرد بل المئات شيئا هينا بل مفخرة كبرى لفاعله. و أصبح الحلم و (العفو عند المقدرة) ضعفا، و الظلم و التنكيل فخرا .. و أصبح الأمراء و هم الحكام خلفاء كانوا أو ملوكا أو رؤساء أم سلاطين .. أصبحوا فجرة و وزراؤهم ظلمة و ذوي الرأي منهم فسقة.
و قد كان الحكام في كل هذه المراحل الثلاث، و خاصة الأخيرين منها، يقربون أهل الكفر، و هم المنحرفون المتزلفون للحكام، و يباعدون أهل الخير و الصلاح، ممن يأنف عن أن يعطى الدنية من نفسه. و أما الرشوة فحدث عنها و لا حرج كما هو واضح للعيان. و للّه في خلقه شئون.
هذا كله في المجتمع الإسلامي الذي أسسه الرسول (ص) و تعاهده بالرعاية، فأصبح- بعد ذلك- مبنيا على الخروج على كتابه و سنته و هداه. و هو المجتمع الذي تتحدث عنه هذه الروايات عادة. و أما الحكم في غير المجتمع الإسلامي، فهو قائم على طول الخط على الكفر المحض و إن كان و لا زال يتسافل تدريجا إلى المادية عقائديا و التسيب أخلاقيا، و الضعف اقتصاديا، في كبار الدول فضلا عن صغارها. كما تشهد بذلك الآثار و تدل عليه الأخبار.
القسم الخامس:
أخبار التمحيص و الامتحان.
[1] و صيغته النظرية: ان يكون الحاكم كافرا اساسا و القانون وضعيا.
نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد جلد : 2 صفحه : 259