responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 24

بجميع أساليبها و حقولها تحيط المهدي (ع) بهالة من القدس و الغموض، بحيث لا يمكن الكلام المباشر عنه، أو الخوض في حاله. و كأنه لا بد من إعطاء صورة واحدة من حياة و قسم صغير من واقع، لا يكاد يسمن من جوع أو يغني عن سؤال.

و من هنا يضطر الباحث إلى استشمام ما وراء الحوادث و النظر إلى الدلالات البعيدة، و محاولة إيجاد النظر الجموعي إلى الأخبار و تكوين نظرة عامة موحدة عن الجميع، قائمة على أساس صحيح من حيث قواعد الإسلام.

العامل الرابع:

عدم مشاركة المسلمين من إخواننا العامة في هذا الحقل. فانهم رووا في ميلاده و رووا في ظهوره، إلا أنهم لم ينبسوا ببنت شفة تجاه أخبار الغيبة الكبرى، ما عدا بعض النوادر من أخبار مشاهدتهم للمهدي خلال هذه الفترة.

و العذر لهم في ذلك واضح عقائديا، و ذلك لأنهم لا يرون وجود المهدي خلال هذه الفترة، بل يذهب أكثرهم إلى أن المهدي شخص يولد في وقته المعين عند اللّه تعالى ليملأ الأرض قسطا و عدلا، كما ملئت ظلما و جورا.

و أما نحن، فحين نقيم الدليل على حياته من حيث إمكانها و تحققها، فينفتح الكلام عن الغيبة الكبرى سخيا موفرا بما فيها من حقائق و تاريخ. أما هذا الدليل المشار إليه فهو موكول إلى أجزاء آتية من هذه الموسوعة. و أما التاريخ فهو مما يتكفله هذا الكتاب.

و يكاد الكلام أن ينحصر فيما ورد من طرق الامامية من الأخبار، فيكون عددها- و لا شك- أقل بكثير مما لو شاركت أخبار العامة بإمدادها نصا أو معنى.

إلا أن ذلك مما لا يكاد يخل بغرضنا من هذا البحث، فان الغرض الأساسي منه هو إثبات الفكرة الكاملة عن الإمام المهدي (ع) كما تعتقدها قواعده الشعبية، و كما تقتضيها قواعد العقل و الإسلام، خالية من الزوائد و الخرافات و الانحرافات.

ليرى منكروها- من أي صنف كانوا من البشر- مقدار ما في الفكرة الإمامية عن المهدي من عدالة و وعي إسلاميين.

و معه، فينبغي الاقتصار على ما ورد في طرقنا من أخبار و على ألسنة مؤرخينا من كلام، حتى تبرز الصورة المطلوبة من خلال ذلك، دون زيادة أو تحريف. مع‌

نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 24
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست