responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 227

بأحكام الاسلام. و معه يتضح بجلاء أنه لم يكن في الإمكان نزول أحكام الإسلام قبل العصر الذي نزل فيه.

النقطة الثانية:

بعث نبي الاسلام (ص) بالأطروحة التشريعية العادلة الكاملة، بعد أن أصبحت البشرية في مستواها العقلي و الثقافي العام قابلة لفهمها و استيعاب أحكامها، لتكون هي الأطروحة المأمولة في اليوم الموعود.

و لكنه- مع شديد الأسف- لم يكن في الامكان أن يتكفل التطبيق العالمي الموعود، لعدم توفر الشرط الثاني من الشرطين الأساسيين لوجود هذا التطبيق ...

و لا زال هذا الشرط غير متوفر إلى حد الآن.

فبينما كان المانع بالنسبة إلى الأنبياء السابقين عن هذا التطبيق، هو عدم توفر كلا الشرطين ... نجد أن المانع بالنسبة إلى نبي الاسلام هو عدم توفر شرط واحد منهما، بعد أن تمت تربية البشرية على الشرط الآخر على أيدي الأنبياء السابقين.

و لسائل أن يقول: فلما ذا تمت تربية البشرية على أحد الشرطين و لم تتم تربيتها على الشرط الآخر؟ بالرغم من جهود الأنبياء في الخط التاريخي الطويل.

و يمكن الانطلاق إلى الجواب من زاويتين:

الزاوية الأولى:

أن توفير الشرط الأول، و هو إيجاد المستوى اللائق في البشرية من الناحية العقلية و الثقافية لفهم العدل الكامل ... أسهل بكثير من توفير الشرط الثاني و هو الوصول بالبشرية إلى المستوى العالي من الاخلاص و التضحية.

فإن تربية الفكر و الثقافة لا تواجه عادة من الموانع و العقبات ما تواجهه التربية الوجدانية من ذلك، متمثلة في الشهوات و المصالح الخاصة، و ظروف الظلم و الاغراء، فمن الطبيعي أن تحتاج التربية الأولى إلى زمن أقصر بكثير من الزمن الذي تحتاجه التربية الثانية. و من الطبيعي أن يكون البشر لدى أول نضجهم الفكري في التربية الأولى غير ناضجين وجدانيا في التربية الثانية، لأن هذه التربية لم تكن قد آتت أكلها بعد، و إنما تحتاج إلى توفير زمان آخر طويل حتى تتوفر نتائجها بوضوح.

نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 227
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست