responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 224

الجهة الثالثة:

التخطيط الالهي بعد الاسلام.

و نعني به ذلك الجزء من التخطيط الالهي الذي يبدأ بظهور الإسلام، و ينتهي باليوم الموعود. و ينبغي أن نرى موقف الإسلام من هذا التخطيط، و موقف قادته منه، و أثرهم فيه.

النقطة الأولى:

الاسلام هو الأطروحة العادلة الكاملة، المذخورة للتطبيق في اليوم الموعود.

يدلنا على ذلك: الأدلة القطعية الدالة على أن الاسلام آخر الشرائع السماوية، و أنه لا نبي بعد نبي الاسلام و ان «حلال محمد حلال إلى يوم القيامة و حرامه حرام إلى يوم القيامة». فلو كان ناقصا لما حقق الغرض الالهي الكبير، و لوجب على اللّه تعالى تحقيق غرضه المهم بإيجاد أطروحة أخرى كاملة ينزل بها نبي آخر. و هو خلاف الدليل القطعي بأنه لا نبي بعد نبي الإسلام.

مضافا إلى الأدلة القطعية الدالة على عالمية الدعوة الإسلامية و استيعابها لكل المشاكل و الأحكام، و انه «ما من واقعة إلا و لها حكم»، مما يجعل لها الصلاحية الكاملة، لتكون هي الأطروحة العادلة في اليوم الموعود.

و من الملحوظ بوضوح أن هذه الأدلة القطعية، منطلقة من زاوية إسلامية، و أما إذا أردنا الانطلاق من زوايا أخرى، فيجب البدء بإثبات صحة الإسلام و صدقه أساسا، و هذا موكول إلى محله من بحوث العقائد.

و قد يقول قائل: فلما ذا لم تنزل تعاليم الاسلام قبل عصر نزولها، لتكون هي الأطروحة المتوفرة منذ العصر الأول.

و جواب ذلك متوفر فيما قلناه من قصور البشرية في الأزمنة السابقة على الاسلام عن فهم الأطروحة الكاملة. و أن الأنبياء السابقين جاهدوا في تربية البشرية لجعلها قابلة لهذا الفهم. و لا يمكن أن يرسل اللّه تعالى تلك الأطروحة لمن لا يفهمها و لا يستطيع استيعابها، لأنها لا تنتج حينئذ أي أثر.

إذن فلا بد لنا الآن من إيضاح معنى قصور البشرية عن تلقي تعاليم الاسلام‌

نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 224
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست