responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 22

المهدي (ع): لا و اللّه حتى تمحصوا، و لا و اللّه حتى تغربلوا، و لا و اللّه حتى يشقى من يشقى و يسعد من يسعد [1].

و هذا الامتحان الإلهي إنما شرع و أنجز «ليهلك من هلك عن بينة و يحي من حي عن بينة» [2]. فإن من يشقى و ينحرف، يكون مقتنعا بصواب رأيه و عمله، فيهلك شقيا منحرفا، فيستحق اللعنة الإلهية و الخسران الأبدي. و أما من سعد بإيمانه نتيجة للامتحان، فان إيمانه يكون صلبا قويا ممحصا، بمعنى كونه ثابتا رغم الظلم و الطغيان، و نتيجة للصمود و الانتصار. و هو من أعظم و أوعى الإيمان.

فيحي كل منهما ببينة، و يهلكان عن بينة.

صيغة البحث و مصاعبه.

إن تاريخ الغيبة الكبرى، من حيث حوادثه العامة لعله من أوضح التواريخ و أسهلها تسجيلا، لأنه من التواريخ القريبة أو المعاصرة التي لا زلنا نعيشها و نمارس حوادثها.

إلا أن تاريخ هذه الفترة، فيما يخص المهدي (عليه السلام)، من أشد الغموض و التعقيد، و صعوبة الاستنتاج، لما سنشير إليه من العوامل. فان الباحث الذي يطرق هذا الباب سوف يواجه عددا ضخما من الأسئلة لا بد من الجواب عليها، ليكون البحث بحثا تاريخيا منظما واعيا إسلاميا. و أما مع إهمال بعضها أو قسم منها، فإننا سنواجه فراغات أو فجوات تاريخية مؤسفة. و من هنا تكون وظيفة الباحث تحصيل الجواب على أكثر الأسئلة- على الأقل- ليتم لنا التاريخ المنظم الكامل الواعي.

فمن الأسئلة التي نواجهها: التساؤل عن مكان الإمام المهدي (ع) في غيبته الكبرى، و طريقة حياته، و أسباب عيشه الاعتيادية، و هل يواجه الناس، و متى يواجههم، و ما ذا يقول لهم، و ما هي سياسته العامة أمام المجتمع بشكل عام، و تجاه قواعده الشعبية المؤمنة به، بشكل عام، و تجاه الذين يقابلونه بشكل خاص.


[1] انظر الحديث و ايضاحات الامتحان الالهي في داخل هذا الكتاب.

[2] الانفال: 8/ 42.

نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 22
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست