نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد جلد : 2 صفحه : 20
خلال الغيبة الصغرى. إذ في هذه الفترة التي نؤرخها يكون كل ذلك قد انقطع بشكل عام.
و بذلك تتميز هذه الفترة عن سائر الفترات في عمر الإسلام و المسلمين. فهي تختلف عن زمان وجود النبي (ص) و زمان الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام) و زمان ظهور المهدي (عليه السلام)، بوجود القائد و الموجّه خلال تلك الفترة دون هذه الفترة. و تختلف عن زمان الغيبة الصغرى بوجود السفراء للمهدي (ع) و صدور البيانات و التوقيعات عنه، خلال تلك الفترة، دون هذه الفترة التي نؤرخها.
الخصيصة الثانية:
سيادة الظلم و الجور في الأرض. بمعنى انحسار الإسلام بنظامه العادل عن المجتمعات البشرية، و ما تعانيه البشرية- نتيجة لذلك- من أنحاء التعسف و الانحراف و الظلم و الحروب.
و بذلك تتميز هذه الفترة عن زمان سيادة النظام الإسلامي الكامل، و هو ما كان في زمان وجود النبي (ص) و إقامته لدولة الحق، و ما سيكون عند ظهور الإمام المهدي (ع) و إقامته لدولة الحق أيضا.
و تشترك فترة الغيبة الكبرى، بهذه الخصيصة، مع كل أزمنة انحسار الإسلام- و لو انحسارا جزئيا- عن واقع الحياة. كأزمنة الخلفاء الأمويين و العباسيين. و إن كانت ظروفنا المتأخرة أشد و أقسى مما قبلها من حيث سيادة المبادئ المادية و قسوة الظلم و التعسف، و تهديد البشرية بالفناء بالحرب العالمية الثالثة.
الخصيصة الثالثة تأكد الامتحان الإلهي و وضوحه.
فإن كل فرد- على الاطلاق- يواجه في هذه الفترة مزالق ثلاثة، تشكل خطرا على دينه و على دنياه، و بمقدار ما يبذله من تضحية و ما يملكه من قوة في الارادة، فإنه يستطيع أن يضمن سعادته و حسن مستقبله و نجاحه في الامتحان الإلهي.
المزلق الأول:
ما يواجهه الانسان من شهوات و نوازع ذاتية طبيعية، تتطلب منه الاشباع
نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد جلد : 2 صفحه : 20