نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد جلد : 2 صفحه : 17
خلال الغيبة الثانية. فكيف يصح ذلك؟.
و جوابه: أن هذه الفكرة التي فهمها السائل تتضمن تهافتا في التصور، لتنافي الغيبة مع الظهور، فلا معنى لأن يظهر و هو غائب. و إنما المراد أنه يظهر بعد انتهاء الغيبة الثانية. كما هو معلوم.
الاستفهام الثالث:
قوله في بعض تلك الأخبار: إن لصاحب هذا الأمر غيبتين في إحداهما يرجع إلى أهله. و هو دال على أن المهدي (ع) خلال الغيبة الصغرى يرجع إلى أهله. فما معنى ذلك؟.
و جوابه: أننا سمعنا في التاريخ السابق [1] أن الإمام المهدي (ع) كان ساكنا في دار أبيه في سامراء ردحا من عصر غيبته الصغرى. و هو دار أهله بطبيعة الحال، كما نطق هذا الخبر.
و يحتمل أن يكون المراد إعطاء فكرة قلة الاختفاء خلال الغيبة الصغرى، مشبها بمن يخرج من أهله و يعود. و من هنا يقول في الخبر- بالنسبة إلى الغيبة الكبرى-: و الأخرى يقال: هلك في أي واد سلك.
الاستفهام الرابع:
سمعنا المفيد فيما سبق يقول: فأما القصرى منهما، منذ وقت مولده إلى انقطاع السفارة بينه و بين شيعته. و كذلك قال ابن الصباغ.
على حين سمعنا من التاريخ السابق [2] ان أول الغيبة الصغرى هو يوم وفاة الإمام العسكري (ع) والد المهدي (ع). و ليس أولها ولادة المهدي نفسه ... و إن كان مختفيا فعلا خلال حياة أبيه. فأي الوجهين هو الصحيح؟.
و جوابه: إن الوجه الذي اخترناه في التاريخ السابق هو الصحيح، و هو بدء الغيبة الصغرى، بوفاة الإمام العسكري (ع)، و قد سبق أن برهنا عليه هناك.