responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 165

ثم يذكر سبب انتقاله إلى المسكن الجديد، بأنه «ألجأنا إليه» أي إلى المسكن الجديد «السباريت من الإيمان». و السباريت جمع سبرات و سبروت و سبريت:

الأرض التي لا نبات فيها و قيل لا شي‌ء فيها. و منها سمي المعدم سبروتا [1]. و معه يكون لهذه العبارة تفسيران محتملان.

التفسير الأول:

أن نقرأ «الإيمان» بكسر الهمزة، فيكون المراد أن الفقراء أو الفارغين من الإيمان هم الذين ألجئوه إلى اختيار مسكنه الجديد. حيث اقتضت المصلحة نتيجة لتصرفاتهم المنحرفة، أن يزداد المهدي (ع) بعدا عن الناس و خفاء في المسكن، فاختار جبلا ذو قمة خفية ليجعله مسكنا.

التفسير الثاني:

أن نقرأ همزة «الإيمان» بالفتحة، فيكون جمع يمين- ضد اليسار- و يكون المراد بالسباريت: الأرض الخالية من الزرع الموجودة في يمين الطريق. و لعله طريق الحج أو طريق إحدى المدن. و قد ألجأه إلى تركها إلى المسكن الجديد قلة الزرع فيها و صعوبة العيش عليها.

ثم يخبر المهدي (ع) بأنه على وشك الانتقال إلى مسكن آخر ثالث. فإنه سيهبط من قمة الجبل إلى صحصح، و هي الأرض المستوية «من غير بعد من الدهر و لا تطاول من الزمان» بل في فترة قريبة و أمد قصير. و هنا لا يجب أن نفترض أن هذه الأرض خالية من النبات و الزرع، كتلك الأرض.

و من هذا السياق نعرف أن المهدي (ع) يختار مكانه بعيدا عن المجتمعات، على الدوام. و لعل في هذا امتثالا للأمر الذي نقله المهدي (ع) عن أبيه (ع) في رواية ابن مهزيار، و قد سبقت الاشارة إليها أكثر من مرة. و هذا لا ينافي أطروحة خفاء العنوان إذ قد يكون المهدي (ع) ظاهرا بالشخص مختفيا بالعنوان ساكنا الأماكن المنعزلة في العالم. و قد سبق أن عرفنا أن هذا أكثر وضوحا و إمكانا في أول‌


[1] انظر المصدر، ج 1، ص 149 و غيره.

نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 165
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست