responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 164

بِالْيَمِينِ‌ [1]. و قوله: إِذاً لَأَذَقْناكَ ضِعْفَ الْحَياةِ وَ ضِعْفَ الْمَماتِ‌ [2]. و قوله:

وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ‌ [3]. إلى غير ذلك.

فالاثنينية بين المتكلم و السامع محفوظة بكل وضوح، و ارتفاع المتكلم على السامع ملحوظ بكل جلاء. و هذا ثابت في هذه الرسالة أيضا، مع بعض الفروق بين سياقها و السياق القرآني، لا تخفى على الأديب.

و هذا الإيحاء يعطي زخما نفسيا معينا، لا مناص منه حين يراد السيطرة على السامع من الناحية العاطفية و الفكرية. كيف و إن السامع في كلا هذين الحالين، يعترف بارتفاع المتكلم عليه بكل خشوع.

النقطة الثانية:

في تعيين محل سكنه (عليه السلام)، عند إرسال هذه الرسالة.

حيث نرى المهدي (ع)- لو صحت الرواية- يعين مستقره أي مسكنه بنصب في شمراخ من بهماء. و النصب هو الشي‌ء المنصوب. و الشمراخ رأس مستدير طويل دقيق في أعلى الجبل. و البهماء مأخوذ من المبهم و هو المكان الغامض الذي لا يعرف الطريق إليه. و معه يكون المراد- و اللّه العالم- أنه (عليه السلام) يسكن في بيت منصوب على قمة جبل مجهولة الطريق.

ثم يقول: صرنا إليه آنفا من غماليل. يعني أنه انتقل إلى هذا المسكن الجديد، منذ مدة، من غماليل يعني من منطقة كان يسكنها قبل ذلك، توصف بهذا الوصف. فان الغماليل جمع غملول و هو بالضم الوادي ذو الشجر الطويل القليل العرض، الملتف، و كل مجتمع أظلم و تراكم من شجر أو غمام أو ظلمة أو زاوية [4]. و قد تلاحظ معي أن كلا الدارين ذات خفاء و غموض، و قابلة لاختفاء الفرد في أنحائها بشكل و آخر.


[1] الحاقة 69/ 44- 45.

[2] الاسراء 17/ 75.

[3] آل عمران 3/ 144.

[4] القاموس المحيط، ج 4، ص 26.

نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 164
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست