نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد جلد : 2 صفحه : 158
النقطة الحادية عشر:
قوله: و يحدث في أرض المشرق ما يحزن و يقلق.
و لسنا نعاني كثيرا في فهم ذلك، إذا عرفنا أن هذا الكتاب ورد العراق، إلى الشيخ المفيد (قدس اللّه روحه)، فالمراد بالمشرق- إذن- ما كان في شرق العراق، و هو إيران نفسها ... دولة البويهيين و مركز ثقلهم يومئذ. و كانت تعاني منذ زمن الحروب و الحوادث الكثيرة المتكررة التي أوجبت شيئا فشيئا تفكك الدولة البويهية، و ضعفها و سيطرة السلاجقة عليها في نهاية المطاف.
على أننا لو راقبنا التاريخ القريب من صدور هذا الكتاب، لرأينا أن همدان تعاني من الحروب عام 411 [1] و عام 414 [2]. و من المعلوم أن الحروب على الدوام مصدر للقلق و الحزن، لأنها تكون على طول الخط على حساب الشعب البائس. فإذا لم تكن الحرب عادلة و لم يكن للشعب فيها نصيب حقيقي، كان ذلك ظلما كبيرا و جورا عظيما.
النقطة الثانية عشرة:
قوله: و يغلب من بعد على العراق طوائف عن الإسلام مراق، تضيق بسوء فعالهم على أهله الأرزاق. ثم تنفرج الغمة ببوار طاغوت من الأشرار، ثم يستر بهلاكه المتقون الأخيار.
يعني يسيطر بعد الحوادث السابقة من قلاقل طائفية و آيات سماوية و أرضية، يسيطر على العراق أقوام خارجين عن تعاليم الاسلام. و في ذلك تعريض واضح بالسلطان طغرل بك أول ملوك السلاجقة، و تابعيه، فانه بعد أن انتهى من تقويض دولة البويهيين في إيران بعد حروب مدمرة، قصد العراق فدخل بغداد عام 447 [3]. و ترتب على دخوله فيها قلاقل و حروب مؤسفة و عم الخلق ضرر عسكره