نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد جلد : 2 صفحه : 149
أرانا اللّه تعالى لنا من الصلاح و لشيعتنا المؤمنين في ذلك، ما دامت دولة الدنيا للفاسقين.
و هذا البعد عن مساكن الظالمين، لا ينافي أيا من الأطروحتين الرئيسيتين، و كأن في هذا امتثالا للأمر الذي ذكره المهدي لعلي بن مهزيار عن والده (عليه السلام) في أنه يسكن أقاصي الأرض و قفارها. و هو في ذلك المكان النائي يمكن أن يكون مختفي الشخص طبقا لأطروحة خفاء الشخص، أو ظاهر الشخص، طبقا لأطروحة خفاء العنوان.
و إذا كان مناسبا مع كلا الأطروحتين لم يكن نافيا لأي منهما، و لا معينا لاحداهما. و إن كان لا يخلو- على كلا الأطروحتين- من بعض المناقشات، التي لا مجال للدخول في تفاصيلها.
و هذا الصلاح الذي يشير إليه في هذه العبارة، يمت في الحقيقة إلى أصل الغيبة بصلة، لا إلى مجرد النأي في المكان، و إنما أخذ ذلك في السياق استطراقا إلى الاشارة إلى مفهوم الغيبة نفسه. و معه فالصلاح الذي رآه اللّه تعالى للمهدي و للمؤمنين به، إنما هو في الغيبة نفسها. و هذا ما سيأتي تفصيله في القسم الثاني من هذا التاريخ.
النقطة الرابعة:
بيانه (عليه السلام) أنه يعيش على مستوى الأحداث، يحيط علما بكل الأنباء و تصله جميع الأخبار. حين قال: فأنا نحيط علما بأنبائكم، و لا يعزب عنا شيء من أخباركم.
و هناك لإمكان اطلاعه على الأخبار، عدة أطروحات:
الأطروحة الأولى:
أنه (عليه السلام) يعلم الأخبار و يطلع على أفعال الناس، عن طريق الالهام الالهي، أو الطريق الاعجازي الميتافيزيقي. و يؤيد ذلك ما دل على أن أعمال البشر أجمعين برها و فاجرها تعرض على الإمام في كل يوم و ليلة، ليرى فيها رأيه.
و هو قوله تعالى: فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ، و هم الأئمة عليهم
نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد جلد : 2 صفحه : 149