و يمكن أن يؤيد ذلك بمفهوم اجتماعي إسلامي، و حاصله: ضرورة كون الإمام مؤيدا بالالهام الالهي، و ذلك انطلاقا من ثلاث مقدمات:
المقدمة الأولى:
إن اللّه تعالى حين ينيط مهمة معينة بشخص، لا بد أن يجعل فيه القابلية الشخصية لتنفيذها و القيام بمتطلباتها. و من الواضح عدم إمكان إيكال المهمة إلى شخص قاصر عنها أو عاجز عن تنفيذها.
المقدمة الثانية:
إن اللّه تعالى أوكل إلى النبي (ص) أولا و إلى خلفائه المعصومين ثانيا، قيادة العالم، بحيث لو سنحت الظروف لأي واحد منهم أن يقوم بالفتح العالمي الكامل لوجب عليه ذلك، و لباشر القيادة العالمية بنفسه.
إذن، فكل واحد من المعصومين قائد عالمي معد- من الناحية النظرية على الأقل- للقيام بمهمته الكبرى. و معه لا بد- طبقا للمقدمة الأولى- أن يكون لكل واحد منهم القابليات الكافية للقيادة العالمية، و القيام بمثل هذه المهمة العظيمة.
المقدمة الثالثة:
إن القيادة العالمية تتوقف على الالهام، لا محالة. فان قيادة العالم شيء في غاية الدقة و العمق و التعقيد. و نحن نرى أن الدول لا زالت تحكم جزءا من العالم بهيئات كبيرة و أفراد كثيرة، و تنظيمات دقيقة و قوانين صارمة، و مع ذلك فهي كثيرة الفشل في أعمالها و أقوالها. فكيف من يحاول قيادة العالم بمجموعه، بحيث ترجع المقاليد العامة للحكم إلى شخصه فقط، من الناحية الفكرية و العملية معا.
و معه، فهذه المهمة لا يمكن تنفيذها، إلا بوجود الالهام للقائد العالمي. و حيث أن المهدي (ع) هو أحد الأئمة المعصومين، طبقا للمذهب الإمامي، و قد ثبت بالضرورة كونه هو القائد العالمي في يوم العدل الموعود طبقا لضرورة الدين
[1] انظر هذه الاخبار في الكافي لثقة الاسلام الكليني، باب: عرض الاعمال على النبي (ص) و الأئمة (عليهم السلام).
نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد جلد : 2 صفحه : 150