responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 633

بذلك عندهم و تصنعا للرئاسة و العدالة فيهم، فتركوا الحق الى باطلهم، و اتخذوا دون الله وليجة الى ضلالتهم، فقبلت بتزكيتهم لهم شهادتهم، و نفذت احكام الكتاب بهم على دغل دينهم، و نغل اديمهم، و فساد نياتهم و يقينهم.

و كان ذلك غايتهم التي إليها اجروا، و إياها طلبوا في متابعتهم و الكذب على مولاهم، و قد أخذ عليهم ميثاق الكتاب الا يقولوا على الله الا الحق، و درسوا ما فيه، أولئك الذين اصمهم الله و اعمى أبصارهم، «أَ فَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى‌ قُلُوبٍ أَقْفالُها».

فراى امير المؤمنين ان أولئك شر الامه و رءوس الضلالة، المنقوصون من التوحيد حظا، و المخسوسون من الايمان نصيبا، و اوعيه الجهاله و اعلام الكذب و لسان ابليس الناطق في اوليائه، و الهائل على اعدائه، من اهل دين الله، و أحق من يتهم في صدقه، و تطرح شهادته، لا يوثق بقوله و لا عمله، فانه لا عمل الا بعد يقين، و لا يقين الا بعد استكمال حقيقة الاسلام، و اخلاص التوحيد، و من عمى عن رشده و حظه من الايمان بالله و بتوحيده، كان عما سوى ذلك من عمله و القصد في شهادته اعمى و أضل سبيلا و لعمر امير المؤمنين ان احجى الناس بالكذب في قوله، و تخرص الباطل في شهادته، من كذب على الله و وحيه، و لم يعرف الله حقيقة معرفته، و ان اولاهم برد شهادته في حكم الله و دينه من رد شهاده الله على كتابه، و بهت حق الله بباطله.

فاجمع من بحضرتك من القضاه، و اقرا عليهم كتاب امير المؤمنين هذا إليك، فابدا بامتحانهم فيما يقولون و تكشيفهم عما يعتقدون، في خلق الله القرآن و احداثه، و اعلمهم ان امير المؤمنين غير مستعين في عمله، و لا واثق فيما قلده الله، و استحفظه من امور رعيته بمن لا يوثق بدينه و خلوص توحيده و يقينه، فإذا أقروا بذلك و وافقوا امير المؤمنين فيه، و كانوا على سبيل الهدى و النجاة فمرهم بنص من يحضرهم من الشهود على الناس و مسألتهم عن علمهم في القرآن، و ترك اثبات شهاده من لم يقر انه مخلوق محدث و لم يره، و الامتناع من توقيعها

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 633
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست