responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 632

يسال امير المؤمنين ان يوفقه لعزيمه الرشد و صريمته و الاقساط فيما ولاه الله من رعيته برحمته و منته و قد عرف امير المؤمنين ان الجمهور الأعظم و السواد الاكبر من حشو الرعية و سفله العامه ممن لا نظر له و لا رويه و لا استدلال له بدلالة الله و هدايته و الاستضاءة بنور العلم و برهانه في جميع الاقطار و الافاق اهل جهاله بالله، و عمى عنه، و ضلاله عن حقيقة دينه و توحيده و الايمان به.

و نكوب عن واضحات اعلامه و واجب سبيله، و قصور ان يقدروا الله حق قدره، و يعرفوه كنه معرفته، و يفرقوا بينه و بين خلقه، لضعف آرائهم و نقص عقولهم و جفائهم عن التفكر و التذكر، و ذلك انهم ساووا بين الله تبارك و تعالى و بين ما انزل من القرآن، فاطبقوا مجتمعين، و اتفقوا غير متعاجمين، على انه قديم أول لم يخلقه الله و يحدثه و يخترعه، و قد قال الله عز و جل في محكم كتابه الذى جعله لما في الصدور شفاء، و للمؤمنين رحمه و هدى: «إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا»، فكل ما جعله الله فقد خلقه، و قال: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ جَعَلَ الظُّلُماتِ وَ النُّورَ»، و قال عز و جل:

«كَذلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ ما قَدْ سَبَقَ‌»، فاخبر انه قصص لأمور احدثه بعدها و تلا به متقدمها، و قال: «الر كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ»، و كل محكم مفصل فله محكم مفصل، و الله محكم كتابه و مفصله، فهو خالقه و مبتدعه.

ثم هم الذين جادلوا بالباطل فدعوا الى قولهم، و نسبوا انفسهم الى السنه، و في كل فصل من كتاب الله قصص من تلاوته مبطل قولهم، و مكذب دعواهم، يرد عليهم قولهم و نحلتهم ثم أظهروا مع ذلك انهم اهل الحق و الدين و الجماعه، و ان من سواهم اهل الباطل و الكفر و الفرقة، فاستطالوا بذلك على الناس، و غروا به الجهال حتى مال قوم من اهل السمت الكاذب، و التخشع لغير الله، و التقشف لغير الدين الى موافقتهم عليه، و مواطاتهم على سيئ آرائهم، تزينا

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 632
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست