نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 8 صفحه : 634
عنده و اكتب الى امير المؤمنين بما يأتيك عن قضاه اهل عملك في مسألتهم، و الأمر لهم بمثل ذلك، ثم اشرف عليهم و تفقد آثارهم حتى لا تنفذ احكام الله الا بشهاده اهل البصائر في الدين و الإخلاص للتوحيد، و اكتب الى امير المؤمنين بما يكون في ذلك، ان شاء الله.
و كتب في شهر ربيع الاول سنه ثمان عشره و مائتين.
و كتب المأمون الى إسحاق بن ابراهيم في اشخاص سبعه نفر، منهم محمد ابن سعد كاتب الواقدى، و ابو مسلم مستملى يزيد بن هارون، و يحيى بن معين، و زهير بن حرب ابو خيثمة، و اسماعيل بن داود، و اسماعيل بن ابى مسعود، و احمد بن الدورقى، فاشخصوا اليه، فامتحنهم و سألهم عن خلق القرآن، فأجابوا جميعا ان القرآن مخلوق، فاشخصهم الى مدينه السلام و احضرهم إسحاق بن ابراهيم داره، فشهر امرهم و قولهم بحضره الفقهاء و المشايخ من اهل الحديث، فأقروا بمثل ما أجابوا به المأمون، فخلى سبيلهم و كان ما فعل من ذلك إسحاق بن ابراهيم بأمر المأمون.
و كتب المأمون بعد ذلك الى إسحاق بن ابراهيم:
اما بعد، فان من حق الله على خلفائه في ارضه، و امنائه على عباده، الذين ارتضاهم لإقامة دينه، و حملهم رعاية خلقه و إمضاء حكمه و سننه و الائتمام بعدله في بريته، ان يجهدوا لله انفسهم، و ينصحوا له فيما استحفظهم و قلدهم، و يدلوا عليه- تبارك اسمه و تعالى- بفضل العلم الذى اودعهم، و المعرفة التي جعلها فيهم، و يهدوا اليه من زاغ عنه، و يردوا من ادبر عن امره، و ينهجوا لرعاياهم سمت نجاتهم، و يقفوهم على حدود ايمانهم و سبيل فوزهم و عصمتهم و يكشفوا لهم مغطيات أمورهم و مشتبهاتها عليهم، بما يدفعون الريب عنهم، و يعود بالضياء و البينه على كافتهم، و ان يؤثروا ذلك من ارشادهم و تبصيرهم، إذ كان جامعا لفنون مصانعهم، و منتظما لحظوظ عاجلتهم
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 8 صفحه : 634