responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 63

أحدا بظنه قد وضعها الله عنه بالتوبة، و لا بحدث كان منه في حرب اعقبه الله منها سلما ستر به عن ذي غله، و حجز به عن محنه ما في الصدور، و ليس ييأس امير المؤمنين لأحد و لا لنفسه من الله من اقبال مدبر، كما انه لا يامن ادبار مقبل ان شاء الله و السلام.

و ذكر عن عباس بن الفضل، قال: حدثنى يحيى بن سليم كاتب الفضل بن الربيع، قال: لم ير في دار المنصور لهو قط، و لا شي‌ء يشبه اللهو و اللعب و العبث الا يوما واحدا، فانا رأينا ابنا له يقال له عبد العزيز أخا سليمان و عيسى ابنى ابى جعفر من الطلحيه، توفى و هو حدث، قد خرج على الناس متنكبا قوسا، متعمما بعمامة، مترديا ببرد، في هيئة غلام اعرابى، راكبا على قعود بين جوالقين، فيهما مقل و نعال و مساويك و ما يهديه الاعراب، فعجب الناس من ذلك و انكروه قال: فمضى الغلام حتى عبر الجسر، و اتى المهدى بالرصافة فاهدى اليه ذلك، فقبل المهدى ما في الجواليق و ملاهما دراهم، فانصرف بين الجوالقين، فعلم انه ضرب من عبث الملوك.

و ذكر عن حماد التركى، قال: كنت واقفا على راس المنصور، فسمع جلبه في الدار، فقال: ما هذا يا حماد؟ انظر، فذهبت فإذا خادم له قد جلس بين الجوارى، و هو يضرب لهن بالطنبور، و هن يضحكن، فجئت فاخبرته، فقال: و اى شي‌ء الطنبور؟ فقلت: خشبة من حالها و امرها.

و وصفتها له، فقال لي: اصبت صفته، فما يدريك أنت ما الطنبور! قلت:

رايته بخراسان، قال: نعم هناك، ثم قال: هات نعلى، فأتيته بها فقام يمشى رويدا حتى اشرف عليهم فرآهم، فلما بصروا به تفرقوا، فقال: خذوه، فاخذ، فقال: اضرب به راسه، فلم أزل اضرب به راسه حتى كسرته، ثم قال:

اخرجه من قصرى، و اذهب به الى حمران بالكرخ، و قل له يبيعه.

و ذكر العباس بن الفضل عن سلام الابرش، قال: كنت و انا وصيف و غلام آخر نخدم المنصور داخلا في منزله، و كانت له حجره فيها بيت و فسطاط و فراش و لحاف يخلو فيه، و كان من احسن الناس خلقا ما لم يخرج‌

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 63
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست