responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 628

اما بعد، فان امير المؤمنين كان دعا على بن هشام فيمن دعا من اهل خراسان ايام المخلوع، الى معاونته و القيام بحقه، و كان فيمن أجاب و اسرع الإجابة، و عاون فاحسن المعاونة فرعى امير المؤمنين ذلك له و اصطنعه، و هو يظن به تقوى الله و طاعته و الانتهاء الى امر امير المؤمنين في عمل ان اسند اليه في حسن السيرة و عفاف الطعمه، و بدأه امير المؤمنين بالإفضال عليه، فولاه الاعمال السنيه، و وصله بالصلات الجزيله التي امر امير المؤمنين بالنظر في قدرها، فوجدها اكثر من خمسين الف الف درهم، فمد يده الى الخيانة و التضييع لما استرعاه من الأمانة، فباعده عنه و أقصاه، ثم استقال امير المؤمنين عثرته فاقاله إياها، و ولاه الجبل و اذربيجان و كور أرمينية، و محاربه أعداء الله الخرمية، على الا يعود لما كان منه، فعاود اكثر ما كان بتقديمه الدينار و الدرهم على العمل لله و دينه، و أساء السيرة و عسف الرعية و سفك الدماء المحرمه، فوجه امير المؤمنين عجيف بن عنبسة مباشرا لأمره، و داعيا الى تلافى ما كان منه، فوثب بعجيف يريد قتله، فقوى الله عجيفا بنيته الصادقه في طاعه امير المؤمنين، حتى دفعه عن نفسه، و لو تم ما اراد بعجيف لكان في ذلك ما لا يستدرك و لا يستقال، و لكن الله إذا اراد امرا كان مفعولا فلما امضى امير المؤمنين حكم الله في على بن هشام، راى الا يؤاخذ من خلفه بذنبه، فامر ان يجرى لولده و لعياله و لمن اتصل بهم و من كان يجرى عليهم مثل الذى كان جاريا لهم في حياته، و لو لا ان على بن هشام اراد العظمى بعجيف، لكان في عداد من كان في عسكره ممن خالف و خان، كعيسى بن منصور و نظرائه.

و السلام:

و في هذه السنه دخل المأمون ارض الروم، فأناخ على لؤلؤه مائه يوم، ثم رحل عنها و خلف عليها عجيفا، فاختدعه أهلها و أسروه، فمكث أسيرا في ايديهم ثمانية ايام، ثم اخرجوه، و صار توفيل الى لؤلؤه، فاحاط بعجيف، فصرف المأمون الجنود اليه، فارتحل توفيل قبل موافاتهم، و خرج اهل لؤلؤه الى عجيف بأمان.

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 628
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست