نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 8 صفحه : 604
ضربوا بالسياط ما خلا عمارا، فانه او من لما كان من اقراره على القوم في المطبق، فرفع بعض اهل المطبق انهم يريدون ان يشغبوا و ينقبوا السجن- و كانوا قبل ذلك بيوم قد سدوا باب السجن من داخل فلم يدعوا أحدا يدخل عليهم- فلما كان الليل و سمعوا شغبهم، بلغ المأمون خبرهم، فركب اليهم من ساعته بنفسه، فدعا بهؤلاء الأربعة فضرب أعناقهم صبرا، و اسمعه ابن عائشة شتما قبيحا، فلما كانت الغداة صلبوا على الجسر الأسفل، فلما كان من الغداة يوم الأربعاء انزل ابراهيم بن عائشة، فكفن و صلى عليه، و دفن في مقابر قريش، و انزل ابن الإفريقي فدفن في مقابر الخيزران و ترك الباقون.
العفو عن ابراهيم بن المهدى
و ذكر ان ابراهيم بن المهدى لما أخذ صير به الى دار ابى إسحاق بن الرشيد- و ابو اسحق عند المأمون- فحمل رديفا لفرج التركى، فلما ادخل على المأمون قال له: هيه يا ابراهيم! فقال: يا امير المؤمنين، ولى الثار محكم في القصاص، و العفو اقرب للتقوى، و من تناوله الاغترار بما مد له من اسباب الشقاء امكن عاديه الدهر من نفسه، و قد جعلك الله فوق كل ذي ذنب، كما جعل كل ذي ذنب دونك، فان تعاقب فبحقك، و ان تعف فبفضلك، قال: بل اعفو يا ابراهيم، فكبر ثم خر ساجدا.
و قيل ان ابراهيم كتب بهذا الكلام الى المأمون و هو مختف، فوقع المأمون في حاشيه رقعته: القدره تذهب الحفيظة، و الندم توبه، و بينهما عفو الله، و هو اكبر ما نسأله، فقال ابراهيم يمدح المأمون:
يا خير من ذملت يمانيه به* * * بعد الرسول لايس و لطامع
و ابر من عبد الإله على التقى* * * عينا و اقوله بحق صادع
عسل الفوارع ما اطعت فان تهج* * * فالصاب يمزج بالسمام الناقع
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 8 صفحه : 604