نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 8 صفحه : 584
فآثره في دنياك كلها، و لا تقصر في طلب الآخرة و الاجر و الاعمال الصالحه و السنن المعروفه، و معالم الرشد فلا غاية للاستكثار من البر و السعى له، إذا كان يطلب به وجه الله و مرضاته، و مرافقه اوليائه في دار كرامته.
و اعلم ان القصد في شان الدنيا يورث العز، و يحصن من الذنوب، و انك لن تحوط نفسك و من يليك، و لا تستصلح امورك بافضل منه، فاته و اهتد به، تتم امورك، و تزدد مقدرتك، و تصلح خاصتك و عامتك.
و احسن الظن بالله عز و جل تستقم لك رعيتك، و التمس الوسيله اليه في الأمور كلها تستدم به النعمه عليك، و لا تنهض أحدا من الناس فيما توليه من عملك قبل تكشف امره بالتهمة، فان إيقاع التهم بالبراء و الظنون السيئه بهم مأثم و اجعل من شانك حسن الظن باصحابك و اطرد عنهم سوء الظن بهم، و ارفضه عنهم يعنك ذلك على اصطناعهم و رياضتهم.
و لا يجدن عدو الله الشيطان في امرك مغمزا، فانه انما يكتفى بالقليل من وهنك فيدخل عليك من الغم في سوء الظن ما ينغصك لذاذة عيشك.
و اعلم انك تجد بحسن الظن قوه و راحه، و تكفى به ما احببت كفايته من امورك، و تدعو به الناس الى محبتك و الاستقامة في الأمور كلها لك و لا يمنعك حسن الظن باصحابك و الرأفة برعيتك ان تستعمل المسألة و البحث عن امورك، و المباشره لأمور الأولياء، و الحياطة للرعية و النظر فيما يقيمها و يصلحها، بل لتكن المباشره لأمور الأولياء و الحياطة للرعية و النظر في حوائجهم و حمل مؤناتهم آثر عندك مما سوى ذلك، فانه اقوم للدين، و أحيا للسنة.
و اخلص نيتك في جميع هذا، و تفرد بتقويم نفسك تفرد من يعلم انه مسئول عما صنع، و مجزى بما احسن، و مأخوذ بما أساء، فان الله جعل الدين حرزا و عزا، و رفع من اتبعه و عززه، فاسلك بمن تسوسه و ترعاه نهج الدين و طريقه الهدى و أقم حدود الله في اصحاب الجرائم على قدر منازلهم، و ما استحقوه.
و لا تعطل ذلك و لا تهاون به و لا تؤخر عقوبة اهل العقوبة، فان في تفريطك
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 8 صفحه : 584