responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 583

و اخرت، ففرغ لذلك فكرك و عقلك و بصرك و رؤيتك، و لا يذهلك عنه ذاهل، و لا يشغلك عنه شاغل، فانه راس امرك، و ملاك شانك، و أول ما يوفقك الله به لرشدك.

و ليكن أول ما تلزم به نفسك، و تنسب اليه فعالك، المواظبه على ما افترض الله عليك من الصلوات الخمس، و الجماعه عليها بالناس قبلك في مواقيتها على سننها، في اسباغ الوضوء لها، و افتتاح ذكر الله فيها و ترتل في قراءتك، و تمكن في ركوعك و سجودك و تشهدك، و لتصدق فيها لربك نيتك.

و احضض عليها جماعه من معك و تحت يدك، و اداب عليها فإنها تامر بالمعروف و تنهى عن المنكر ثم اتبع ذلك الأخذ بسنن رسول الله(ص)و المثابرة على خلائفه، و اقتفاء آثار السلف الصالح من بعده، و إذا ورد عليك امر فاستعن عليه باستخاره الله و تقواه و لزوم ما انزل الله في كتابه، من امره و نهيه، و حلاله و حرامه، و ائتمام ما جاءت به الآثار على النبي ص، ثم قم فيه بما يحق لله عليك، و لا تمل عن العدل فيما احببت او كرهت لقريب من الناس او بعيد و آثر الفقه و اهله، و الدين و حملته، و كتاب الله و العاملين به، فان افضل ما تزين به المرء الفقه في دين الله، و الطلب له، و الحث عليه، و المعرفة بما يتقرب فيه منه الى الله، فانه الدليل على الخير كله، و القائد له، و الأمر به، و الناهى عن المعاصي و الموبقات كلها و بها مع توفيق الله تزداد العباد معرفه بالله عز و جل، و اجلالا له، و دركا للدرجات العلا في المعاد، مع ما في ظهوره للناس من التوقير لأمرك، و الهيبه لسلطانك، و الأنسة بك و الثقه بعدلك.

و عليك بالاقتصاد في الأمور كلها، فليس شي‌ء أبين نفعا، و لا احضر أمنا، و لا اجمع فضلا من القصد، و القصد داعيه الى الرشد، و الرشد دليل على التوفيق، و التوفيق منقاد الى السعادة، و قوام الدين و السنن الهاديه بالاقتصاد،

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 583
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست