responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 585

في ذلك لما يفسد عليك حسن ظنك و اعزم على امرك في ذلك بالسنن المعروفه، و جانب الشبه و البدعات، يسلم لك دينك، و تقم لك مروءتك و إذا عاهدت عهدا فف به، و إذا وعدت الخير فانجزه، و اقبل الحسنه، و ادفع بها، و اغمض عن عيب كل ذي عيب من رعيتك، و اشدد لسانك عن قول الكذب و الزور، و ابغض اهله، و أقص اهل النميمة، فان أول فساد امرك في عاجل الأمور و آجلها تقريب الكذوب و الجرأة على الكذب، لان الكذب راس الماثم، و الزور و النميمة خاتمتها، لان النميمة لا يسلم صاحبها، و قائلها لا يسلم له صاحب، و لا يستقيم لمطيعها امر.

و أحب اهل الصدق و الصلاح، و اعن الاشراف بالحق، و واصل الضعفاء، و صل الرحم، و ابتغ بذلك وجه الله و عزه امره، و التمس فيه ثوابه و الدار الآخرة.

و اجتنب سوء الأهواء و الجور، و اصرف عنهما رأيك، و اظهر براءتك من ذلك لرعيتك، و انعم بالعدل سياستهم، و قم بالحق فيهم و بالمعرفة التي تنتهي بك الى سبيل الهدى، و املك نفسك عند الغضب، و آثر الوقار و الحلم، و إياك و الحده و الطيرة و الغرور فيما أنت بسبيله.

و إياك ان تقول انى مسلط افعل ما أشاء، فان ذلك سريع فيك الى نقص الرأي، و قله اليقين بالله وحده لا شريك له و اخلص لله النيه فيه و اليقين به، و اعلم ان الملك لله يعطيه من يشاء، و ينزعه ممن يشاء، و لن تجد تغير النعمه و حلول النقمه الى احد اسرع منه الى حمله النعمه من اصحاب السلطان و المبسوط لهم في الدولة إذا كفروا بنعم الله و إحسانه، و استطالوا بما آتاهم الله من فضله.

و دع عنك شره نفسك و لتكن ذخائرك و كنوزك التي تدخر و تكنز البر و التقوى و المعدلة و استصلاح الرعية، و عماره بلادهم، و التفقد لأمورهم، و الحفظ لدهمائهم، و الإغاثة لملهوفهم.

و اعلم ان الأموال إذا كثرت و ذخرت في الخزائن لا تثمر، و إذا كانت في اصلاح الرعية و إعطاء حقوقهم و كف المؤنه عنهم نمت و ربت، و صلحت‌

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 585
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست