responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 560

فلما كان الليل خرج حميد من الكوفه و تركه، و قد كان الحسن وجه حكيما الحارثى حين بلغه الخبر الى النيل، فلما بلغ ذلك عيسى و هو بالقصر تهيأ هو و اصحابه، حتى خرجوا الى النيل، فلما كان ليله السبت لاربع عشره ليله خلت من ربيع الآخر طلعت حمره في السماء، ثم ذهبت الحمرة، و بقي عمودان احمران في السماء الى آخر الليل، و خرج غداه السبت عيسى و اصحابه من القصر الى النيل، فواقعهم حكيم، و أتاهم عيسى و سعيد و هم في الوقعه، فانهزم حكيم، و دخلوا النيل.

فلما صاروا بالنيل، بلغهم خبر العباس بن موسى بن جعفر العلوي، و ما يدعو اليه اهل الكوفه، و انه قد اجابه قوم كثير منهم، و قال له قوم آخرون:

ان كنت تدعو للمأمون ثم من بعده لأخيك فلا حاجه لنا في دعوتك، و ان كنت تدعو الى أخيك او بعض اهل بيتك او الى نفسك أجبناك فقال:

انا ادعو الى المأمون ثم من بعده لأخي، فقعد عنه الغالية من الرافضه و اكثر الشيعة و كان يظهر ان حميدا يأتيه فيعينه و يقويه، و ان الحسن يوجه اليه قوما من قبله مددا، فلم يأته منهم احد، و توجه اليه سعيد و ابو البط من النيل الى الكوفه، فلما صاروا بدير الأعور، أخذوا طريقا يخرج بهم الى عسكر هرثمة عند قريه شاهي.

فلما التام اليه اصحابه، خرجوا يوم الاثنين لليلتين خلتا من جمادى الاولى.

فلما صاروا قرب القنطرة خرج عليهم على بن محمد بن جعفر العلوي، ابن المبايع له بمكة، و ابو عبد الله أخو ابى السرايا و معهم جماعه كثيره، وجههم مع على بن محمد ابن عمه صاحب الكوفه العباس بن موسى بن جعفر، فقاتلوهم ساعه، فانهزم على و اصحابه حتى دخلوا الكوفه، و جاء سعيد و اصحابه حتى نزلوا الحيرة، فلما كان يوم الثلاثاء غدوا فقاتلوهم مما يلى دار عيسى بن موسى، و أجابهم العباسيون و مواليهم، فخرجوا اليهم من الكوفه، فاقتتلوا يومهم الى الليل، و شعارهم: يا ابراهيم يا منصور، لا طاعه للمأمون، و عليهم السواد، و على العباس و اصحابه من اهل الكوفه الخضرة.

فلما كان يوم الأربعاء اقتتلوا في ذلك الموضع، فكان كل فريق منهم إذا

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 560
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست