responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 561

ظهروا على شي‌ء احرقوه فلما راى ذلك رؤساء اهل الكوفه، أتوا سعيدا و اصحابه، فسألوه الامان للعباس بن موسى بن جعفر و اصحابه، على ان يخرج من الكوفه، فاجابوهم الى ذلك، ثم أتوا العباس فاعلموه، و قالوا: ان عامه من معك غوغاء، و قد ترى ما يلقى الناس من الحرق و النهب و القتل، فاخرج من بين أظهرنا، فلا حاجه لنا فيك فقبل منهم، و خاف ان يسلموه، و تحول من منزله الذى كان فيه بالكناسة، و لم يعلم اصحابه بذلك، و انصرف سعيد و اصحابه الى الحيرة، و شد اصحاب العباس بن موسى على من بقي من اصحاب سعيد و موالي عيسى بن موسى العباسي، فهزموهم حتى بلغوا بهم الخندق، و نهبوا ربض عيسى بن موسى، فاحرقوا الدور، و قتلوا من ظهروا به فبعث العباسيون و مواليهم الى سعيد يعلمونه بذلك، و ان العباس قد رجع عما كان طلب من الامان فركب سعيد و ابو البط و أصحابهما حتى أتوا الكوفه عتمه، فلم يظفروا بأحد منهم ينتهب الا قتلوه، و لم يظهروا على شي‌ء مما كان في أيدي اصحاب العباس الا احرقوه، حتى بلغوا الكناسة، فمكثوا بذلك عامه الليل حتى خرج اليهم رؤساء اهل الكوفه، فاعلموهم ان هذا من عمل الغوغاء، و ان العباس لم يرجع عن شي‌ء فانصرفوا عنهم.

فلما كان غداه الخميس لخمس خلون من جمادى الاولى، جاء سعيد و ابو البط حتى دخلوا الكوفه، و نادى مناديهم: امن الأبيض و الأسود، و لم يعرضوا لأحد من الخلق الا بسبيل خير، و ولوا على الكوفه الفضل بن محمد بن الصباح الكندى، من أهلها فكتب اليهم ابراهيم بن المهدى يأمرهم بالخروج الى ناحيه واسط، و كتب الى سعيد ان يستعمل على الكوفه غير الكندى، لميله الى اهل بلده، فولاها غسان بن ابى الفرج، ثم عزله بعد ما قتل أبا عبد الله أخا ابى السرايا، فولاها سعيد ابن أخيه الهول، فلم يزل واليا عليها حتى قدمها حميد ابن عبد الحميد، و هرب الهول منها، و امر ابراهيم بن المهدى عيسى بن محمد ابن ابى خالد ان يسير الى ناحيه واسط على طريق النيل، و امر ابن عائشة الهاشمى و نعيم بن خازم ان يسيرا جميعا، فخرجا مما يلى جوخى، و بذلك‌

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 561
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست