نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 8 صفحه : 553
و كان خالد الدريوش قام قبله بيومين او ثلاثة، و كان منصور بن المهدى مقيما بعسكره بجبل، فلما كان من ظهور سهل بن سلامه و اصحابه ما كان، و بلغ ذلك منصورا و عيسى- و انما كان عظم أصحابهما الشطار، و من لا خير فيه- كسرهما ذلك، و دخل منصور بغداد.
و قد كان عيسى يكاتب الحسن بن سهل، فلما بلغه خبر بغداد، سال الحسن بن سهل ان يعطيه الامان له و لأهل بيته و لأصحابه، على ان يعطى الحسن اصحابه و جنده و سائر اهل بغداد رزق سته اشهر إذا أدركت له الغلة، فأجابه الحسن، و ارتحل عيسى من معسكره، فدخل بغداد يوم الاثنين لثلاث عشره خلت من شوال، و تقوضت جميع عساكرهم، فدخلوا بغداد، فاعلمهم عيسى ما دخل لهم فيه من الصلح، فرضوا بذلك.
ثم رجع عيسى الى المدائن، و جاء يحيى بن عبد الله، ابن عم الحسن بن سهل، حتى نزل دير العاقول، فولوه السواد، و اشركوا بينه و بين عيسى في الولاية، و جعلوا لكل عده من الطساسيج و اعمال بغداد فلما دخل عيسى فيما دخل فيه- و كان اهل عسكر المهدى مخالفين له- وثب المطلب بن عبد الله بن مالك الخزاعي يدعو الى المأمون و الى الفضل و الحسن ابنى سهل، فامتنع عليه سهل بن سلامه، و قال: ليس على هذا بايعتنى.
و تحول منصور بن المهدى و خزيمة بن خازم و الفضل بن الربيع- و كانوا يوم تحولوا بايعوا سهل بن سلامه على ما يدعو اليه من العمل بالكتاب و السنه- فنزلوا بالحربيه فرارا من الطلب، و جاء سهل بن سلامه الى الحسن، و بعث الى المطلب ان يأتيه، و قال: ليس على هذا بايعتنى، فأبى المطلب ان يجيئه، فقاتله سهل يومين او ثلاثة قتالا شديدا، حتى اصطلح عيسى و المطلب، فدس عيسى الى سهل من اغتاله فضربه ضربه بالسيف، الا انها لم تعمل فيه، فلما اغتيل سهل رجع الى منزله، و قام عيسى بأمر الناس، فكفوا عن القتال.
و قد كان حميد بن عبد الحميد مقيما بالنيل، فلما بلغه هذا الخبر
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 8 صفحه : 553