responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 552

الفساق، و صاروا لا يفعلون ما يفعلون من اظهار الفسق بين أظهركم.

فقام رجل من ناحيه طريق الأنبار يقال له خالد الدريوش، فدعا جيرانه و اهل بيته و اهل محلته على ان يعاونوه على الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر، فأجابوه الى ذلك، و شد على من يليه من الفساق و الشطار، فمنعهم مما كانوا يصنعون، فامتنعوا عليه، و أرادوا قتاله، فقاتلهم فهزمهم و أخذ بعضهم، فضربهم و حبسهم و رفعهم الى السلطان، الا انه كان لا يرى ان يغير على السلطان شيئا، ثم قام من بعده رجل من اهل الحربية، يقال له سهل بن سلامه الأنصاري من اهل خراسان، يكنى أبا حاتم، فدعا الناس الى الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر، و العمل بكتاب الله جل و عز و سنه نبيه (صلى الله عليه و سلم)، و علق مصحفا في عنقه، ثم بدا بجيرانه و اهل محلته، فأمرهم و نهاهم فقبلوا منه، ثم دعا الناس جميعا الى ذلك، الشريف منهم و الوضيع، بنى هاشم و من دونهم، و جعل له ديوانا يثبت فيه اسم من أتاه منهم، فبايعه على ذلك، و قتال من خالفه و خالف ما دعا اليه كائنا من كان، فأتاه خلق كثير، فبايعوا.

ثم انه طاف ببغداد و أسواقها و ارباضها و طرقها، و منع كل من يخفر و يجبى المارة و المختلفه، و قال: لا خفاره في الاسلام- و الخفارة انه كان ياتى الرجل بعض اصحاب البساتين فيقول: بستانك في خفرى، ادفع عنه من اراده بسوء، و لي في عنقك كل شهر كذا و كذا درهما، فيعطيه ذلك شائيا و آبيا- فقوى على ذلك الا ان الدريوش خالفه، و قال: انا لا اعيب على السلطان شيئا و لا اغيره، و لا اقاتله، و لا آمره بشي‌ء و لا انهاه و قال سهل بن سلامه:

لكنى اقاتل كل من خالف الكتاب و السنه كائنا من كان، سلطانا او غيره، و الحق قائم في الناس اجمعين، فمن بايعنى على هذا قبلته، و من خالفني قاتلته فقام في ذلك سهل يوم الخميس لاربع خلون من شهر رمضان سنه احدى و مائتين في مسجد طاهر بن الحسين، الذى كان بناه في الحربية

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 552
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست