responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 551

ذكر خبر خروج المطوعة للنكير على الفساق‌

و في هذه السنه تجردت المطوعة للنكير على الفساق ببغداد، و رئيسهم خالد الدريوش و سهل بن سلامه الأنصاري ابو حاتم من اهل خراسان.

ذكر الخبر عن السبب الذى من اجله فعلت المطوعة ما ذكرت:

كان السبب في ذلك ان فساق الحربية و الشطار الذين كانوا ببغداد و الكرخ آذوا الناس أذى شديدا، و أظهروا الفسق و قطع الطريق و أخذ الغلمان و النساء علانية من الطرق، فكانوا يجتمعون فيأتون الرجل، فيأخذون ابنه، فيذهبون به فلا يقدر ان يمتنع، و كانوا يسألون الرجل ان يقرضهم او يصلهم فلا يقدر ان يمتنع عليهم، و كانوا يجتمعون فيأتون القرى، فيكاثرون أهلها، و يأخذون ما قدروا عليه من متاع و مال و غير ذلك، لا سلطان يمنعهم، و لا يقدر على ذلك منهم، لان السلطان كان يعتز بهم، و كانوا بطانته، فلا يقدر ان يمنعهم من فسق يركبونه، و كانوا يجبون المارة في الطرق و في السفن و على الظهر و يخفرون البساتين، و يقطعون الطرق علانية، و لا احد يعدو عليهم، و كان الناس منهم في بلاء عظيم، ثم كان آخر امرهم انهم خرجوا الى قطربل، فانتهبوها علانية، و أخذوا المتاع و الذهب و الفضه و الغنم و البقر و الحمير و غير ذلك، و ادخلوها بغداد، و جعلوا يبيعونها علانية، و جاء أهلها فاستعدوا السلطان عليهم، فلم يمكنه اعداؤهم عليهم، و لم يرد عليهم شيئا مما كان أخذ منهم، و ذلك آخر شعبان.

فلما راى الناس ذلك و ما قد أخذ منهم، و ما بيع من متاع الناس في أسواقهم، و ما قد أظهروا من الفساد في الارض و الظلم و البغى و قطع الطريق، و ان السلطان لا يغير عليهم، قام صلحاء كل ربض و كل درب، فمشى بعضهم الى بعض، و قالوا: انما في الدرب الفاسق و الفاسقان الى العشرة، و قد غلبوكم و أنتم اكثر منهم، فلو اجتمعتم حتى يكون امركم واحدا، لقمعتم هؤلاء

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 551
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست