نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 8 صفحه : 494
له به، و لا صبر عليه يقودكم رجل منكم و أنتم عشرون ألفا، الى عامدين، و على سيدكم متوثبين مع سعيد الفرد، سامعين له مطيعين ثم وثبتم مع الحسين على، فخلعتمونى و شتمتمونى، و انتهبتمونى و حبستمونى، و قيدتمونى، و أشياء منعتموني من ذكرها، حقد قلوبكم و تلكؤ طاعتكم اكبر و اكثر.
فالحمد لله حمد من اسلم لأمره، و رضى بقدره، و السلام و قيل: لما قتل محمد، و ارتفعت الثائره، و اعطى الامان الأبيض و الأسود، و هدأ الناس، و دخل طاهر المدينة يوم الجمعه، فصلى بالناس، و خطبهم خطبه بليغه، نزع فيها من قوارع القرآن، فكان مما حفظ من ذلك ان قال:
الحمد لله مالك الملك يؤتى الملك من يشاء و ينزع الملك ممن يشاء، و يعز من يشاء و يذل من يشاء بيده الخير و هو عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
في آي من القرآن اتبع بعضها بعضا، و حض على الطاعة و لزوم الجماعه، و رغبهم في التمسك بحبل الطاعة و انصرف الى معسكره.
و ذكر انه لما صعد المنبر يوم الجمعه، و حضره من بنى هاشم و القواد و غيرهم جماعه كثيره، قال:
الحمد لله مالك الملك، يؤتيه من يشاء، و يعز من يشاء، و يذل من يشاء، بيده الخير، و هو عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ لا يصلح عمل المفسدين، و لا يهدى كيد الخائنين، ان ظهور غلبتنا لم يكن من أيدينا و لا كيدنا، بل اختار الله للخلافة إذ جعلها عمادا لدينه، و قواما لعباده، و ضبط الاطراف و سد الثغور، و اعداد العده، و جمع الفيء، و انفاذ الحكم، و نشر العدل، و احياء السنه، بعد اذبال البطالات، و التلذذ بموبق الشهوات و المخلد الى الدنيا مستحسن لداعي غرورها، محتلب دره نعمتها، الف لزهره روضتها، كلف برونق بهجتها و قد رايتم من وفاء موعود الله عز و جل لمن بغى عليه، و ما أحل به من بأسه و نقمته، لما نكب عن عهده، و ارتكب معصيته، و خالف امره، و غيره ناهيه، و عظته مرديه، فتمسكوا بوثائق عصم الطاعة، و اسلكوا مناحى سبيل الجماعه، و احذروا مصارع اهل الخلاف
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 8 صفحه : 494