responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 493

و كتب يوم الأحد لاربع بقين من المحرم سنه ثمان و تسعين و مائه.

و ذكر عن محمد المخلوع انه قبل مقتله، و بعد ما صار في المدينة، و راى الأمر قد تولى عنه، و انصاره يتسللون فيخرجون الى طاهر، قعد في الجناح الذى كان عمله على باب الذهب- و كان تقدم في بنائه قبل ذلك- و امر باحضار كل من كان معه في المدينة من القواد و الجند، فجمعوا في الرحبه، فأشرف عليهم، و قال:

الحمد لله الذى يرفع و يضع، و يعطى و يمنع، و يقبض و يبسط، و اليه المصير احمده على نوائب الزمان، و خذلان الأعوان، و تشتت الرجال، و ذهاب الأموال، و حلول النوائب، و توفد المصائب، حمدا يدخر لي به اجزل الجزاء، و يرفدنى احسن العزاء و اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له كما شهد لنفسه، و شهدت له ملائكته، و ان محمدا عبده الامين، و رسوله الى المسلمين، ص، آمين رب العالمين.

اما بعد يا معشر الأبناء، و اهل السبق الى الهدى، فقد علمتم غفلتي كانت ايام الفضل بن الربيع وزير على و مشير، فمادت به الأيام بما لزمنى به من الندامه في الخاصة و العامه، الى ان نبهتمونى فانتبهت، و استعنتموني في جميع ما كرهتهم من نفسي و فيكم، فبذلت لكم ما حواه ملكي، و نالته مقدرتي، مما جمعته و ورثته عن آبائى، فقودت من لم يجز، و استكفيت من لم يكف، و اجتهدت- علم الله- في طلب رضاكم بكل ما قدرت عليه، و اجتهدتم- علم الله- في مساءتى في كل ما قدرتم عليه، من ذلك توجيهى إليكم على بن عيسى شيخكم و كبيركم و اهل الرأفة بكم و التحنن عليكم، فكان منكم ما يطول ذكره، فغفرت الذنب، و احسنت و احتملت، و عزيت نفسي عند معرفتي بشرود الظفر، و حرصي على مقامكم مسلحه بحلوان مع ابن كبير صاحب دعوتكم، و من على يدي ابيه كان فخركم، و به تمت طاعتكم: عبد الله بن حميد بن قحطبه، فصرتم من التالب عليه الى ما لا طاقه‌

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 493
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست