responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 492

بأسيافهم منازعه فيه، و تشاحا عليه، الى ان اتيح له مغيظ لله و دينه و رسوله و خليفته، فاتى عليه و أتاني الخبر بذلك، فأمرت بحمل راسه الى، فلما اتيت به تقدمت الى من كنت و كلت بالمدينة و الخلد و ما حواليها و سائر من في المسالح، في لزوم مواضعهم، و الاحتفاظ بما يليهم، الى ان يأتيهم امرى.

ثم انصرفت فأعظم الله لأمير المؤمنين الصنع و الفتح عليه و على الاسلام به و فيه.

فلما اصبحت هاج الناس و اختلفوا في المخلوع، فمصدق بقتله، و مكذب و شاك و موقن، فرايت ان اطرح عنهم الشبهه في امره، فمضيت برأسه، لينظروا اليه فيصح بعينهم، و ينقطع بذلك بعل قلوبهم، و دخل التياث المستشرفين للفساد و المستوفزين للفتنة، و غدوت نحو المدينة فاستسلم من فيها، و اعطى أهلها الطاعة، و استقام لأمير المؤمنين شرقى ما يلى مدينه السلام و غربيه و ارباعه و ارباضه و نواحيه، و قد وضعت الحرب أوزارها و تلافى بالسلام و الاسلام اهله، و بعد الله الدغل عنهم، و اصارهم ببركه امير المؤمنين الى الأمن و السكون و الدعة و الاستقامة و الاغتباط، و الصنع من الله جل و عز و الخيره، و الحمد لله على ذلك.

فكتبت الى امير المؤمنين حفظه الله، و ليس قبلي داع الى فتنه، و لا متحرك و لا ساع في فساد، و لا احد الا سامع مطيع باخع حاضر، قد اذاقه الله حلاوة امير المؤمنين و دعه ولايته، فهو يتقلب في ظلها، يغدو في متجره و يروح في معايشه، و الله ولى صنع من ذلك، و المتمم له، و المان بالزيادة فيه برحمته.

و انا اسال الله ان تهني امير المؤمنين نعمته، و يتابع له فيها مزيده و يوزعه عليها شكره، و ان يجعل منته لديه متواليه دائما متواصله، حتى يجمع الله له خير الدنيا و الآخرة، و لأوليائه و انصار حقه و لجماعه المسلمين ببركته و بركه ولايته و يمن خلافته، انه ولى ذلك منهم و فيه، انه سميع لطيف لما يشاء

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 492
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست