نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 8 صفحه : 447
و الهدم حتى درست محاسن بغداد، ففي ذلك يقول العترى:
من ذا اصابك يا بغداد بالعين* * * ا لم تكوني زمانا قره العين!
ا لم يكن فيك قوم كان مسكنهم* * * و كان قربهم زينا من الزين
صاح الغراب بهم بالبين فافترقوا* * * ما ذا لقيت بهم من لوعة البين!
استودع الله قوما ما ذكرتهم* * * الا تحدر ماء العين من عيني
كانوا ففرقهم دهر و صدعهم* * * و الدهر يصدع ما بين الفريقين
قال: و وكل محمد عليا فراهمرد، فيمن ضم اليه من المقاتله، بقصر صالح و قصر سليمان بن ابى جعفر الى قصور دجلة و ما والاها، فالح في احراق الدور و الدروب و هدمها بالمجانيق و العرادات على يدي رجل كان يعرف بالسمرقندى، فكان يرمى بالمنجنيق، و فعل طاهر مثل ذلك، و ارسل الى اهل الارباض من طريق الأنبار و باب الكوفه و ما يليها، و كلما اجابه اهل ناحيه خندق عليهم، و وضع مسالحه و اعلامه، و من ابى اجابته و الدخول في طاعته ناصبه و قاتله، و احرق منزله، فكان كذلك يغدو و يروح بقواده و فرسانه و رجالته، حتى اوحشت بغداد، و خاف الناس ان تبقى خرابا، و في ذلك يقول الحسين الخليع:
اتسرع الرجله إغذاذا* * * عن جانبي بغداذ أم ما ذا!
ا لم تر الفتنة قد الفت* * * الى اولى الفتنة شذاذا
و انتقضت بغداذ عمرانها* * * عن راى لا ذاك و لا هذا
هدما و حرقا قد ابيد أهلها* * * عقوبة لاذت بمن لاذا
ما احسن الحالات ان لم تعد* * * بغداذ في القله بغداذا
قال: و سمى طاهر الارباض التي خالفه أهلها و مدينه ابى جعفر الشرقيه، و اسواق الكرخ و الخلد و ما والاها دار النكث، و قبض ضياع من
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 8 صفحه : 447